رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
صفحة 1 من اصل 1
رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
حياكم وبياكم اخواني اخواتي في الله ,,, اسأل الرحمن ان تكونو بخير وعافيه ,,,
وان يمن علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى ,,, ويجعلنا من أهل القران وخاصته,,,
ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزدنا علما ويلحقنا بالصالحين,,,
ويجعمنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله,,,
اليكم احبتي في الله باقة من رسائل جوال تدبر ,,,
الذي يهتم بتدبر القرآن وفهمه وبيان معانيه .
ويشرف عليه جمع من أهل العلم ، المهتمين بهذا الشأن ، منهم :
أ.د.ناصر العمر.
د.محمد الخضيري.
د.محمد الربيعة.
د.عصام العويد.
د.عبدالرحمن الشهري.
د.عمر المقبل.
حفظهم الله .
اسأل الرحمن ان ينفعني واياكم بكل خير
ولا تنسوا الدال للخير كفاعله,,,
لكم مني جزيل الشكر والامتنان
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
أذهلني يوما قوله تعالى :
{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ }
فقلت : يا لطيف! علمت أن قلوب أوليائك الذين تتراءى لهم تلك الأهوال لا
تتمالك؛ فلطفت بهم فأضفت "الملك" إلى أعم اسم في الرحمة فقلت :{الرحمن} ! ولو كان بدله اسما آخر كالعزيز والجبار؛ لتفطرت القلوب.
[الزركشي]
======
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في
تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس
وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على
نفسه إلا الد***** في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج
فيه إلى استئذان.
[في ظلال القرآن]
======
قيل لرجل من الفقهاء:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله،
وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسراً وما
اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.
[حلية الأولياء]
======
قال ابن عباس : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:
{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:185]
[تفسير الطبري]
======
فليكن التكبير شعارا يملأ المساجد والبيوت والأسواق.
الفرح له صور متباينة، ويختلف باختلاف القلوب التي تتعامل معه، وفي القرآن ذكر لصور متباينة للفرح، فقارن - مثلا - بين :
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ }
وبين :
{ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
لتدرك الفرق بين فرح يوجب رحمة الله ورضوانه، وبين فرح يوجب غضبه وخذلانه.
[أ.د. إبتسام الجابري]
======
في آية الدين :
{فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}
تأملها تجد عجبا :
1) المرأة أقدر على إقناع المرأة من الرجل، حيث لم يقل فيذكرها الرجل!
2) تحاشي ما يؤدي لمحادثة الرجل الأجنبي دون حاجة.
3) احتمال ورود النسيان على المرأة أكثر من الرجل.
[أ.د. ناصر العمر]
======
قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه : "إني أرى الله قد ألقى على قلبك
نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وهذا المعنى الذي نبه عليه الإمام مالك
مأخوذ من قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]،
يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل،
وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق".
[إعلام الموقعين(258/4)]
======
{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}
فجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه : ما علموه من إرشادات
القرآن، المشتملة على المصالح والفوائد واجتناب المضار، فهذا هو الإيمان
النافع، المثمر لكل خير، المبني على هداية القرآن، بخلاف إيمان العوائد،
والمربى والإلف ونحو ذلك، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض
الكثيرة.
[السعدي]
======
من الناس من يتلقف الكلام دون تمحيص، ويلقيه بلا تفكر في صدقه وكذبه، ودون
أن يعرضه على قلبه وعقله، ويحسب الأمر هينا وفي مثلهم نزل قوله تعالى :
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
[د. محمد الخضيري]
======
{فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا
لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا
بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته.
[البيضاوي]
======
"فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم
من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك، دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر
الله، وليتب إليه".
[ابن أبي العز الحنفي]
======
{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}
فهل يستغني أحد عن اللباس؟
فكيف يستغني عن الزواج ويؤخره بلا سبب معتبر؟
اللباس يستر العورات، فلم يفضح البعض شريك عمره وقد خلق لستره؟
اللباس شعار ودثار، فكيف تصفو الحياة الزوجية من النفور والجفاء؟
اللباس من أجمل ما نتزين به، فمتى يكون الزوجان أحدهما جمالا للآخر؟
اللباس وقاية من البرد والحر، فهل كل منا يشعر بأنه وقاية وحماية وأمان لشريك حياته؟
فما أعظمه من كتاب!
[أ.د. ناصر العمر]
======
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ
كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ}
وفيه دليل على أنه ينبغي أن يكون غرض المتفقه في الدين : أن يستقيم ويقيم، لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد.
[البيضاوي]
======
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}
ما أعظم وفاء يوسف مع أبويه - عليهم السلام - فحين مكنه الله، رفعهما على سرير ملكه، وأظهر لهما التقدير والاحترام!
إنها رسالة لكل من يؤتيه الله مكانة وعلما وغنى، أن يرد الجميل لوالديه، وأن يرفعهما حسنا ومعنى.
[د. محمد الربيعة]
======
قوله تعالى :
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن}
فإنه لم يخل هذا الكلام مع حسن الأدب مع أبيه، حيث لم يصرح فيه بأن العذاب
لاحق له، ولكنه قال: {إِنِّي أَخَافُ} فذكر الخوف والمس، وذكر العذاب،
ونكره ولم يصفه بأنه يقصد التهويل، بل قصد استعطافه؛ ولهذا ذكر الرحمن ولم
يذكر المنتقم ولا الجبار.
[الزركشي]
======
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}
إخلاص وشهامة، وبعد عن حب الظهور، وترك لطلب المقابل، ومع ذلك جاءه الخير وهو في ظله:
{ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }
[د. محمد الحمد]
======
كثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا؟ ولو تدبر قوله سبحانه :
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا }
لأدرك السر في ذلك .. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله؟!
[أ.د. ناصر العمر]
======
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ }
وفي التقييد بالصلاح قطع للأطماع الفارغة لمن يتمسك بمجرد حبل الأنساب.
[ أبو السعود ]
======
قد يتسلط الشيطان البشر على كل شيء فيك، وكل شيء حولك إلا شيئا واحدا، إنه
قلبك إذا اتصل بربك، فتأمل قصة آسية امرأة فرعون، وتأمل قول السحرة حين
آمنوا :
{قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا
تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا
لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا }.
[د.محمد بن صالح المصري]
======
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ }
تدبر ! لِمَ نهى عن الطغيان هنا، و لم ينهَ عن التقصير ؟
لأن الاجتهاد في الاستقامة قد يؤدي إلى التشديد على النفس وعلى الآخرين، وقد يصل إلى الغلو، وكل هذا طغيان ومجاوزة للحد.
[ أ.د. ناصر العمر ]
======
{إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} ،
{ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}
هكذا ختم الخليل وزكريا - عليهما السلام - دعواتهما!
إن استشعار العبد قرب ربه منه حال دعائه، من أعظم ما يعين على إظهار
الافتقار بين يدي الغني، والذل بين يدي العزيز سبحانه، والتبرؤ من الحول
والقوة، وتلك - والله - سمة العبودية، وما أحرى من هذه حاله بإجابة دعائه!
[د. عمر المقبل]
======
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}
وفي إخفاء الدعاء فوائد ، منها :
1/ أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي.
2/ أنه أعظم في الأدب، ولهذا لا تسأل الملوك برفع الأصوات، ومن فعل ذلك مقتوه - ولله المثل الأعلى -.
3/ أنه أبلغ في التضرع والخشوع، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين
ذليل، قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته، حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته
ومسكنته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق.
4/ أنه أبلغ في الإخلاص، وفي جمع القلب على الله، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته.
5/ أنه دال على قرب صاحبه من الله، يسأله مسألة مناجاة للقريب، لا مسألة
نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله :
{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا}
فلما استحضر قرب ربه، وأنه أقرب إليه من كل قريب، أخفى دعاءه ما أمكنه.
[ابن تيمية]
======
يقول ابن رجب :
وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في
الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى
سؤال العفو كحال المذنب المقصر، كما قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
فمن استمع للقرآن وأنصت، فإنما يستمطر رحمة الله، فلا تستطل -أيها المؤمن-
في هذه الليالي طول الصلاة، بل أرع سمعك لخطاب ربك، وأنصت له، فإنما تستكثر
من رحمة الله.
[د.عبدالمحسن المطيري]
======
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}؟
إذا كانت ساعات الليل - في هذه الليالي - نحوا من 10 ساعات، فإن هذا يعني
أن الساعة الواحدة تعادل أكثر من 8 سنوات، وأن الدقيقة الواحدة فقط تعادل
نحوا من 50 يوما، فيا لطول حسرة المفرطين! ويا أسفى على المتخلفين عن ركب
المشمرين!
======
كان مطرف بن عبدالله إذا تليت عليه هذه الآية :
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ }
قال : فلو يعلم الناس قدر مغفرة الله ورحمته وتجاوز الله لقرت أعينهم، ولو
يعلم الناس قدر عذاب الله، ونكال الله، وبأس الله، ما رقي لهم دمع، ولا
انتفعوا بطعام ولا شراب.
=====
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }
تأمل دلالة أداة الحصر، وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة، ووصفه بالدين القيم؛
لتدرك أي منكر عظيم، وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله؟!
[أ.د. ناصر العمر]
{ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ }
فقلت : يا لطيف! علمت أن قلوب أوليائك الذين تتراءى لهم تلك الأهوال لا
تتمالك؛ فلطفت بهم فأضفت "الملك" إلى أعم اسم في الرحمة فقلت :{الرحمن} ! ولو كان بدله اسما آخر كالعزيز والجبار؛ لتفطرت القلوب.
[الزركشي]
======
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا}
إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في
تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس
وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على
نفسه إلا الد***** في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج
فيه إلى استئذان.
[في ظلال القرآن]
======
قيل لرجل من الفقهاء:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
فقال الفقيه: والله إنه ليجعل لنا المخرج وما بلغنا من التقوى ما هو أهله،
وإنه ليرزقنا وما اتقيناه كما ينبغي، وإنه ليجعل لنا من أمرنا يسراً وما
اتقيناه، وإنا لنرجو الثالثة:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.
[حلية الأولياء]
======
قال ابن عباس : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم؛ لأن الله تعالى ذكره يقول:
{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:185]
[تفسير الطبري]
======
فليكن التكبير شعارا يملأ المساجد والبيوت والأسواق.
الفرح له صور متباينة، ويختلف باختلاف القلوب التي تتعامل معه، وفي القرآن ذكر لصور متباينة للفرح، فقارن - مثلا - بين :
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ }
وبين :
{ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }
لتدرك الفرق بين فرح يوجب رحمة الله ورضوانه، وبين فرح يوجب غضبه وخذلانه.
[أ.د. إبتسام الجابري]
======
في آية الدين :
{فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى}
تأملها تجد عجبا :
1) المرأة أقدر على إقناع المرأة من الرجل، حيث لم يقل فيذكرها الرجل!
2) تحاشي ما يؤدي لمحادثة الرجل الأجنبي دون حاجة.
3) احتمال ورود النسيان على المرأة أكثر من الرجل.
[أ.د. ناصر العمر]
======
قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه : "إني أرى الله قد ألقى على قلبك
نورا، فلا تطفئه بظلمة المعصية"، وهذا المعنى الذي نبه عليه الإمام مالك
مأخوذ من قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال:29]،
يقول ابن القيم: "ومن الفرقان: النور الذي يفرق به العبد بين الحق والباطل،
وكلما كان قلبه أقرب إلى الله كان فرقانه أتم، وبالله التوفيق".
[إعلام الموقعين(258/4)]
======
{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}
فجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه : ما علموه من إرشادات
القرآن، المشتملة على المصالح والفوائد واجتناب المضار، فهذا هو الإيمان
النافع، المثمر لكل خير، المبني على هداية القرآن، بخلاف إيمان العوائد،
والمربى والإلف ونحو ذلك، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض
الكثيرة.
[السعدي]
======
من الناس من يتلقف الكلام دون تمحيص، ويلقيه بلا تفكر في صدقه وكذبه، ودون
أن يعرضه على قلبه وعقله، ويحسب الأمر هينا وفي مثلهم نزل قوله تعالى :
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
[د. محمد الخضيري]
======
{فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا
لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا
بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
وفي تقديم التوكل على الدعاء تنبيه على أن الداعي ينبغي له أن يتوكل أولا لتجاب دعوته.
[البيضاوي]
======
"فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم
من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك، دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر
الله، وليتب إليه".
[ابن أبي العز الحنفي]
======
{هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}
فهل يستغني أحد عن اللباس؟
فكيف يستغني عن الزواج ويؤخره بلا سبب معتبر؟
اللباس يستر العورات، فلم يفضح البعض شريك عمره وقد خلق لستره؟
اللباس شعار ودثار، فكيف تصفو الحياة الزوجية من النفور والجفاء؟
اللباس من أجمل ما نتزين به، فمتى يكون الزوجان أحدهما جمالا للآخر؟
اللباس وقاية من البرد والحر، فهل كل منا يشعر بأنه وقاية وحماية وأمان لشريك حياته؟
فما أعظمه من كتاب!
[أ.د. ناصر العمر]
======
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ
كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ}
وفيه دليل على أنه ينبغي أن يكون غرض المتفقه في الدين : أن يستقيم ويقيم، لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد.
[البيضاوي]
======
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}
ما أعظم وفاء يوسف مع أبويه - عليهم السلام - فحين مكنه الله، رفعهما على سرير ملكه، وأظهر لهما التقدير والاحترام!
إنها رسالة لكل من يؤتيه الله مكانة وعلما وغنى، أن يرد الجميل لوالديه، وأن يرفعهما حسنا ومعنى.
[د. محمد الربيعة]
======
قوله تعالى :
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن}
فإنه لم يخل هذا الكلام مع حسن الأدب مع أبيه، حيث لم يصرح فيه بأن العذاب
لاحق له، ولكنه قال: {إِنِّي أَخَافُ} فذكر الخوف والمس، وذكر العذاب،
ونكره ولم يصفه بأنه يقصد التهويل، بل قصد استعطافه؛ ولهذا ذكر الرحمن ولم
يذكر المنتقم ولا الجبار.
[الزركشي]
======
{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ}
إخلاص وشهامة، وبعد عن حب الظهور، وترك لطلب المقابل، ومع ذلك جاءه الخير وهو في ظله:
{ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }
[د. محمد الحمد]
======
كثير من الناس يقرأ الأوراد ولا يجد لها أثرا؟ ولو تدبر قوله سبحانه :
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا }
لأدرك السر في ذلك .. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه، فهل ينتظر أثرا لذاكر هذه حاله؟!
[أ.د. ناصر العمر]
======
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ
مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ }
وفي التقييد بالصلاح قطع للأطماع الفارغة لمن يتمسك بمجرد حبل الأنساب.
[ أبو السعود ]
======
قد يتسلط الشيطان البشر على كل شيء فيك، وكل شيء حولك إلا شيئا واحدا، إنه
قلبك إذا اتصل بربك، فتأمل قصة آسية امرأة فرعون، وتأمل قول السحرة حين
آمنوا :
{قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا
تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا
لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا }.
[د.محمد بن صالح المصري]
======
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ }
تدبر ! لِمَ نهى عن الطغيان هنا، و لم ينهَ عن التقصير ؟
لأن الاجتهاد في الاستقامة قد يؤدي إلى التشديد على النفس وعلى الآخرين، وقد يصل إلى الغلو، وكل هذا طغيان ومجاوزة للحد.
[ أ.د. ناصر العمر ]
======
{إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} ،
{ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}
هكذا ختم الخليل وزكريا - عليهما السلام - دعواتهما!
إن استشعار العبد قرب ربه منه حال دعائه، من أعظم ما يعين على إظهار
الافتقار بين يدي الغني، والذل بين يدي العزيز سبحانه، والتبرؤ من الحول
والقوة، وتلك - والله - سمة العبودية، وما أحرى من هذه حاله بإجابة دعائه!
[د. عمر المقبل]
======
{ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}
وفي إخفاء الدعاء فوائد ، منها :
1/ أنه أعظم إيمانا؛ لأن صاحبه يعلم أن الله تعالى يسمع دعاءه الخفي.
2/ أنه أعظم في الأدب، ولهذا لا تسأل الملوك برفع الأصوات، ومن فعل ذلك مقتوه - ولله المثل الأعلى -.
3/ أنه أبلغ في التضرع والخشوع، فإن الخاشع الذليل إنما يسأل مسألة مسكين
ذليل، قد انكسر قلبه، وذلت جوارحه، وخشع صوته، حتى إنه ليكاد تبلغ به ذلته
ومسكنته إلى أن ينكسر لسانه فلا يطاوعه بالنطق.
4/ أنه أبلغ في الإخلاص، وفي جمع القلب على الله، فإن رفع الصوت يفرقه ويشتته.
5/ أنه دال على قرب صاحبه من الله، يسأله مسألة مناجاة للقريب، لا مسألة
نداء البعيد للبعيد؛ ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله :
{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا}
فلما استحضر قرب ربه، وأنه أقرب إليه من كل قريب، أخفى دعاءه ما أمكنه.
[ابن تيمية]
======
يقول ابن رجب :
وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في
الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى
سؤال العفو كحال المذنب المقصر، كما قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }
{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
فمن استمع للقرآن وأنصت، فإنما يستمطر رحمة الله، فلا تستطل -أيها المؤمن-
في هذه الليالي طول الصلاة، بل أرع سمعك لخطاب ربك، وأنصت له، فإنما تستكثر
من رحمة الله.
[د.عبدالمحسن المطيري]
======
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}؟
إذا كانت ساعات الليل - في هذه الليالي - نحوا من 10 ساعات، فإن هذا يعني
أن الساعة الواحدة تعادل أكثر من 8 سنوات، وأن الدقيقة الواحدة فقط تعادل
نحوا من 50 يوما، فيا لطول حسرة المفرطين! ويا أسفى على المتخلفين عن ركب
المشمرين!
======
كان مطرف بن عبدالله إذا تليت عليه هذه الآية :
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ }
قال : فلو يعلم الناس قدر مغفرة الله ورحمته وتجاوز الله لقرت أعينهم، ولو
يعلم الناس قدر عذاب الله، ونكال الله، وبأس الله، ما رقي لهم دمع، ولا
انتفعوا بطعام ولا شراب.
=====
{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ }
تأمل دلالة أداة الحصر، وتعقيب ذلك بأن الحكم عبادة، ووصفه بالدين القيم؛
لتدرك أي منكر عظيم، وجريمة كبرى يرتكبها من لم يحكم بما أنزل الله؟!
[أ.د. ناصر العمر]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
من أعظم أسباب المحافظة على الصلاة والصبر عليها أمران :
1/ تذوق لذة الخشوع فيها.
2/ تذكر ملاقاة الله والجزاء العظيم عنده،
تدبر قوله تعالى :
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
[د. محمد الربيعة]
======
قال إبراهيم التيمي : ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا :
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر:34]
وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا :
{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور:26]
======
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال :
يقول تعالى :
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا } [الجن:16]
قال أبو سليمان الداراني: "من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه".
علق ابن الجوزي: "وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه، فاحذر من
نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتر ببساط الحلم، فربما عجل انقباضه".
======
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }
الداعية محتاج إلى انشراح الصدر؛ ليتمكن من إيصال دعوته بأيسر تكلفة؛ ولأجل
أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور، فتسري تلك الروح منه إلى
المدعوين، فتتحقق بذلك السعادة، التي هي من أعظم مقاصد الدعوة، وأما إذا
ضاق صدره، وقل صبره، فلن يقوم بعمل كبير، ولن يصدر عنه خير كثير.
[د. محمد الحمد]
======
{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ } [إبراهيم:18]
من لطائف هذا التمثيل أن اختير له التشبيه بهيئة الرماد المجتمع؛ لأن
الرماد أثر لأفضل أعمال الذين كفروا، وأشيعها بينهم، وهو قرى الضيف حتى
صارت كثرة الرماد كناية في لسانهم عن الكرم.
[ابن عاشور]
=======
{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء9]
هكذا مدحوا بالبكاء والخشوع عند سماع القرآن، فكيف نكون كذلك؟
إن فهم وتدبر ما نقرأه أو نسمعه من كلام ربنا من أعظم يحقق ذلك، فجرب أن
تحدد وقتا تقرأ فيه معاني ما ستسمعه في التراويح من تفسير مختصر كـ
"المصباح المنير " أو " السعدي "، جرب فستجد للصلاة طعما آخر.
===
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}
جاء في ترجمة عبدالله بن أبي الحسن الحنبلي قال: "كنا قوما نصارى، وكان في
قريتنا جماعة من المسلمين يقرؤون القرآن، فإذا سمعتهم أبكي، فلما دخلت أرض
الإسلام أسلمت".
قد نعجز عن مخاطبة بعض الناس بسبب حاجز اللغة، لكننا لن نعجز أن نسمعهم آيات قد تكون سببا في هدايتهم.
===
تأمل كيف وصى الله الأبناء ببر والديهم والإحسان إليهم في آيات عديدة،
وبأسلوب عظيم، بينما لا نجد مثله بتوصية الآباء بأبنائهم إلا فيما يخص
إقامة الدين وتحقيق العدل، بل نجد التحذير من عداوتهم وفتنتهم :
{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} ،
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
لأن الآباء جبلوا على حب أبنائهم حبا فطريا قد يوصل إلى الإضرار بدينهم، فهل نقوم بحق آبائنا برا وإحسانا كما أمرنا الله؟
[أ.د. ناصر العمر]
====
ذم الله في القرآن أربعة أنواع من الجدل :
- الجدل بغير علم :
{هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران:66]
- الجدل في الحق بعد ظهوره :
{يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} [الأنفال:6]
- الجدل بالباطل :
{وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر:5]
- الجدل في آياته :
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} [غافر:4]
[ابن تيمية]
======
{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
علق البخاري على قوله : (لَّا يَمَسُّهُ)، فقال: "لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن المؤمن".
قال ابن حجر: "والمعنى: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وأيقن بأنه من
عند الله، فهو المطهر من الكفر، ولا يحمله بحقه إلا المطهر من الجهل والشك،
لا الغافل عنه الذي لا يعمل".
====
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ... }
كان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط! فسئل عن هذا؟ فقال: مثل قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فها هنا شرط [أي البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح]، وقوله: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فها هنا شرط، وأما قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ليس فيه شرط.
[تفسير القرطبي]
====
{ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [البقرة:67].
الاستهزاء من صفات الجاهلين، حتى لو كان المستهزأ به بهم أهل ضلال وعناد ومكابرة.
[د. الشريف حاتم العوني]
========
{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ }
وإنما عبر عن رمضان بأيام - وهي جمع قلة - ووصف بمعدودات - وهي جمع قلة
أيضا -؛ تهوينا لأمره على المكلفين؛ لأن الشيء القليل يعد عدا؛ والكثير لا
يعد.
[ابن عاشور]
======
الدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك ..
والنفس عدو بين جنبيك ..
ومن سنة الجهاد :
{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم } [التوبة3]
[ابن القيم]
==========
القرآن يعالج الأخطاء ويعاتب المخطئين لا لذات العقاب أو التشفي، كلا!
وإنما لأجل ألا يتكرر الخطأ، وليتوب المخطئ، ولذا تجد السعة والرحمة بعد
التهديد والوعيد:
{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ
لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُواْ مِمَّا
غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ } [الأنفال:69]
[أ.د. ناصر العمر]
======
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } [الصف:14]
هذه الآية حجة واضحة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ لا يشك
أحد أن نصر الله إنما هو نصر دينه، ولا يكون نصره إلا بالمعونة على إقامة
أمره ونهيه وعلوهما، والأخذ على يدي من يريد ذله وإهانته.
[القصاب]
====
أنزل القرآن ليكون هدى، ولذلك ذكرت الهداية في " الفاتحة " وفي أول سورة البقرة { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
}، وتلاوة القرآن إذا خلت من هذا المعنى فقدت أعظم مقاصدها، فعلى التالي
للقرآن أن يستحضر قصد الاهتداء بكتاب الله والاستضاءة بنوره، والاستشفاء من
أدوائه بكلام ربه، ولا يقتصر على مجرد تلاوة الحروف:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } [البقرة:185].
[د. محمد الخضيري]
================
سؤال يحتاج إلى تدبر:
{قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}[الكهف:74].
استدل بهذه الآية طائفة من العلماء على أن الغلام كان بالغا، واستدل آخرون بنفس الآية على أنه لم يكن بالغا.
الذين قالوا: إنه لم يبلغ، فاستدلوا بوصف النفس بأنها: {زكية} أي: لم تذنب، واحتج من قال: إنه بالغ، بقوله: {بغير نفس} فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس، وهذا يدل على أنه بالغ، وإلا فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ولا بغير نفس.
[ابن عطية]
=====
حينما تهم بالنفقة، ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة:268]
[إبراهيم السكران]
======
في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا } فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟
في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا }
بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية،
ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
[تفسير الخازن]
======
تأمل كيف أن زكريا عليه السلام لم يكتف بطلب الولد بل قال:
{ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } [آل عمران:38]،
وقال:
{ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [مريم:6]،
"والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة".
[القرطبي]
======
{قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} [الجمعة]
أطلق العنان لخيالك، واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملأت دنيا الناس اليوم ...
كلها - والله - لا تساوي شيئا أمام هبة إلهية، أو منحة ربانية تملأ قلب
العبد سكينة وطمأنينة بطاعة الله، أو قناعة ورضا بمقدور الله، هذا في
الدنيا، وأما ما عند الله في الآخرة فأعظم من أن تحيط به عبارة.
=====
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ
مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]
من هذا قطعا تعلم أن شأن المعاملة مع الله ومع خلقه عظيم عظما لا يعرف قدره
إلا الرجل العاقل، فإن عليها يترتب غضب الله وعقابه، أو رضاه والنعيم
المقيم، وشيء هذا قدره لا يتوقف ولا يتردد في بذل العناية به رجل بصير.
[ عبدالعزيز السلمان ]
==========
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون:14]
جاء لفظ {تبارك} في القرآن عدة مرات، وكلها
مسندة إلى الله جل وعلا، ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا، لأن المخلوق لا
يوجدها، ولكن قد يكون سببا في حدوثها، وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ :
تبارك المنزل، وتباركت السيارة ونحوهما - مع حسن قصد قائلها - .
[أ.د. ناصر العمر]
============
كثير من أبناء الإسلام يرى أنه لا يصلح لخدمة الدين إلا العلماء والدعاة
الذين لهم باع طويل في العلم والدعوة، فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة
بعيدة فلا يلبث أن يضعف عزمه، وتفتر همته، فيعيش سلبيا لا يقدم لدينه! لا،
بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق الصحيح في ذلك.
قال تعالى:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} الآيات .. فاعتبر!
[د.محمدالعواجي]
=============
الإعداد للعمل علامة توفيق، وأمارة صدق في القصد، كما قال تعالى:
{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً } [التوبة:46]،
والطاعة لابد أن يمهد لها، حتى تؤتي أكلها، ويجتنى جناها، خاصة في رمضان حيث تتنوع الأعمال،
فاصدق عزمك من الآن على فعل الطاعات، وأن تجعله صفحة بيضاء نقية، مليئة بالصالحات، قال الفضيل: "إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك".
[د.محمد العواجي]
==========
التقدم حقيقة بالإسلام، والرجعية حقيقة بمخالفة الإسلام؛ لقوله تعالى :
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ
عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ
عَلَى عَقِبَيْهِ }
[البقرة:143]؛
فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى؛ لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما
وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون، قلنا له : بل أنت
الرجعي حقيقة!
[ابن عثيمين]
========
{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } [النساء:27]
هذا بيان صريح من الذي يعلم السر وأخفى - سبحانه - أن هذا الصنف من الناس -
سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين أو أصحاب قنوات هابطة - يريدون
يميلوا بالأمة ميلا، وأكد هذا الميل بأنه عظيم، إذ لا تكفيهم مشاريع
الإغواء الصغيرة.
[د. عبدالمحسن المطيري]
==========
من أعظم حواجب الرحمة : عدم القيام بحقوق المؤمنين، قال تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات]
[السعدي]
===========
في وصفه تعالى للجنة بقوله:
{ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً }
دلالة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء فيه من العبارات الخادشة والقبيحة
من أنواع النعيم، فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن اللغو ويربي
نفسه وأهله على الطيب من القول.
[د.عبدالرحمن الشهري]
=====
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }(القيامة:30).
من لك إذا ألم الألم وسكت الصوت، وتمكن الندم، ووقع الفوت، وأقبل لأخذ
الروح ملك الموت، وجاءت جنوده وقيل: من راق، ونزلت منزلا ليس بمسكون!
وتعوضت بعد الحركات السكون! فيا أسفا لك كيف تكون؟ وأهوال القبر لا تطاق!
أكثر عمرك قد مضى، وأعظم زمانك قد انقضى، أفي أفعالك ما يصلح للرضا إذا
التقينا يوم التلاق؟
[ ابن الجوزي]
=========
عن أبي عروة قال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلا ينتقص الصحابة، فقرأ مالك هذه الآية:
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ } حتى بلغ: { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } [الفتح:29].
فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.
[حلية الأولياء]
=====
هو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن
كلام وأقربه إلى عقولهم، لا يلتوي على أفهامهم، ولا يحتاجون فيه إلى ترجمان
وراء وضع اللغة، فهو متعة العامة والخاصة على السواء. ميسر لكل من أراد
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17].
[د.محمد دراز]
============
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة3].
تأمل : {لِلنَّاسِ}!
دون تفريق بين جنس ولون ودين، فالعبرة بنوع الخطاب لا للمخاطب.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان].
دخل في ذلك الصبر على كل مصيبة ورزية، بفقد مال، وموت حميم وقريب، ومضض
الفقر، والأوجاع والأمراض، وأشباه ذلك إذا جرع غصصه، وصبر على آلامه، وسلم
فيها لحكم ربه.
[القصاب]
=====
كم هدمت الظنون السيئة من بيت؟
وكم حطمت من قلب؟
يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الاختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال،
وهذا كله بنص القرآن محرم {وَلَا تَجَسَّسُوا}
وفي الحديث (ولا تحسسوا).
==========
قال صالح بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خرجت الدلو ملأى، قال: الحمد لله،
قلت: يا أبة، أي شيء الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني، أما سمعت الله تعالى
يقول:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30].
[مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي]
كثيرا ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء، ورجاحة
العقل، بخلاف الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الآخرة بالعمل الصالح.
والله سبحانه وصف المتقين والمتذكرين والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقا :
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[الزمر:18].
[فهد العيبان]
=======
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
لم يخبر أنه أحد في أي شيء ؟
فدل على العموم :
فهو أحد في ربوبيته، فلا أحد يخلق ويرزق ويملك غيره، وأحد في ألوهيته فلا
يجوز أن يعبد أحد غيره، وأحد في صفاته المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء
الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة.
[ ينظر: تفسير السعدي ]
1/ تذوق لذة الخشوع فيها.
2/ تذكر ملاقاة الله والجزاء العظيم عنده،
تدبر قوله تعالى :
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ
وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ
أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
[د. محمد الربيعة]
======
قال إبراهيم التيمي : ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنة قالوا :
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر:34]
وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة؛ لأنهم قالوا :
{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور:26]
======
من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال :
يقول تعالى :
{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا } [الجن:16]
قال أبو سليمان الداراني: "من صفى صفي له، ومن كدر كدر عليه".
علق ابن الجوزي: "وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه، فاحذر من
نفار النعم، ومفاجأة النقم، ولا تغتر ببساط الحلم، فربما عجل انقباضه".
======
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي }
الداعية محتاج إلى انشراح الصدر؛ ليتمكن من إيصال دعوته بأيسر تكلفة؛ ولأجل
أن يراه الناس على أكمل ما يكون من السرور، فتسري تلك الروح منه إلى
المدعوين، فتتحقق بذلك السعادة، التي هي من أعظم مقاصد الدعوة، وأما إذا
ضاق صدره، وقل صبره، فلن يقوم بعمل كبير، ولن يصدر عنه خير كثير.
[د. محمد الحمد]
======
{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ } [إبراهيم:18]
من لطائف هذا التمثيل أن اختير له التشبيه بهيئة الرماد المجتمع؛ لأن
الرماد أثر لأفضل أعمال الذين كفروا، وأشيعها بينهم، وهو قرى الضيف حتى
صارت كثرة الرماد كناية في لسانهم عن الكرم.
[ابن عاشور]
=======
{وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} [الإسراء9]
هكذا مدحوا بالبكاء والخشوع عند سماع القرآن، فكيف نكون كذلك؟
إن فهم وتدبر ما نقرأه أو نسمعه من كلام ربنا من أعظم يحقق ذلك، فجرب أن
تحدد وقتا تقرأ فيه معاني ما ستسمعه في التراويح من تفسير مختصر كـ
"المصباح المنير " أو " السعدي "، جرب فستجد للصلاة طعما آخر.
===
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}
جاء في ترجمة عبدالله بن أبي الحسن الحنبلي قال: "كنا قوما نصارى، وكان في
قريتنا جماعة من المسلمين يقرؤون القرآن، فإذا سمعتهم أبكي، فلما دخلت أرض
الإسلام أسلمت".
قد نعجز عن مخاطبة بعض الناس بسبب حاجز اللغة، لكننا لن نعجز أن نسمعهم آيات قد تكون سببا في هدايتهم.
===
تأمل كيف وصى الله الأبناء ببر والديهم والإحسان إليهم في آيات عديدة،
وبأسلوب عظيم، بينما لا نجد مثله بتوصية الآباء بأبنائهم إلا فيما يخص
إقامة الدين وتحقيق العدل، بل نجد التحذير من عداوتهم وفتنتهم :
{إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} ،
{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
لأن الآباء جبلوا على حب أبنائهم حبا فطريا قد يوصل إلى الإضرار بدينهم، فهل نقوم بحق آبائنا برا وإحسانا كما أمرنا الله؟
[أ.د. ناصر العمر]
====
ذم الله في القرآن أربعة أنواع من الجدل :
- الجدل بغير علم :
{هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران:66]
- الجدل في الحق بعد ظهوره :
{يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} [الأنفال:6]
- الجدل بالباطل :
{وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر:5]
- الجدل في آياته :
{مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} [غافر:4]
[ابن تيمية]
======
{لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
علق البخاري على قوله : (لَّا يَمَسُّهُ)، فقال: "لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن ولا يحمله بحقه إلا الموقن المؤمن".
قال ابن حجر: "والمعنى: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، وأيقن بأنه من
عند الله، فهو المطهر من الكفر، ولا يحمله بحقه إلا المطهر من الجهل والشك،
لا الغافل عنه الذي لا يعمل".
====
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ... }
كان خالد الربعي يقول: عجبت لهذه الأمة أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة، وليس بينهما شرط! فسئل عن هذا؟ فقال: مثل قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فها هنا شرط [أي البشارة مشروطة بالإيمان والعمل الصالح]، وقوله: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فها هنا شرط، وأما قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ليس فيه شرط.
[تفسير القرطبي]
====
{ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [البقرة:67].
الاستهزاء من صفات الجاهلين، حتى لو كان المستهزأ به بهم أهل ضلال وعناد ومكابرة.
[د. الشريف حاتم العوني]
========
{ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ }
وإنما عبر عن رمضان بأيام - وهي جمع قلة - ووصف بمعدودات - وهي جمع قلة
أيضا -؛ تهوينا لأمره على المكلفين؛ لأن الشيء القليل يعد عدا؛ والكثير لا
يعد.
[ابن عاشور]
======
الدنيا والشيطان عدوان خارجان عنك ..
والنفس عدو بين جنبيك ..
ومن سنة الجهاد :
{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم } [التوبة3]
[ابن القيم]
==========
القرآن يعالج الأخطاء ويعاتب المخطئين لا لذات العقاب أو التشفي، كلا!
وإنما لأجل ألا يتكرر الخطأ، وليتوب المخطئ، ولذا تجد السعة والرحمة بعد
التهديد والوعيد:
{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ
لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُواْ مِمَّا
غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ } [الأنفال:69]
[أ.د. ناصر العمر]
======
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } [الصف:14]
هذه الآية حجة واضحة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ لا يشك
أحد أن نصر الله إنما هو نصر دينه، ولا يكون نصره إلا بالمعونة على إقامة
أمره ونهيه وعلوهما، والأخذ على يدي من يريد ذله وإهانته.
[القصاب]
====
أنزل القرآن ليكون هدى، ولذلك ذكرت الهداية في " الفاتحة " وفي أول سورة البقرة { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ
}، وتلاوة القرآن إذا خلت من هذا المعنى فقدت أعظم مقاصدها، فعلى التالي
للقرآن أن يستحضر قصد الاهتداء بكتاب الله والاستضاءة بنوره، والاستشفاء من
أدوائه بكلام ربه، ولا يقتصر على مجرد تلاوة الحروف:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ } [البقرة:185].
[د. محمد الخضيري]
================
سؤال يحتاج إلى تدبر:
{قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}[الكهف:74].
استدل بهذه الآية طائفة من العلماء على أن الغلام كان بالغا، واستدل آخرون بنفس الآية على أنه لم يكن بالغا.
الذين قالوا: إنه لم يبلغ، فاستدلوا بوصف النفس بأنها: {زكية} أي: لم تذنب، واحتج من قال: إنه بالغ، بقوله: {بغير نفس} فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس، وهذا يدل على أنه بالغ، وإلا فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ولا بغير نفس.
[ابن عطية]
=====
حينما تهم بالنفقة، ثم تغل يدك خشية الفقر؛ فاعلم أن الشيطان قد نفذ المهمة:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ}[البقرة:268]
[إبراهيم السكران]
======
في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا } فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟
في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا }
بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية،
ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
[تفسير الخازن]
======
تأمل كيف أن زكريا عليه السلام لم يكتف بطلب الولد بل قال:
{ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } [آل عمران:38]،
وقال:
{ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [مريم:6]،
"والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة، وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة".
[القرطبي]
======
{قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} [الجمعة]
أطلق العنان لخيالك، واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملأت دنيا الناس اليوم ...
كلها - والله - لا تساوي شيئا أمام هبة إلهية، أو منحة ربانية تملأ قلب
العبد سكينة وطمأنينة بطاعة الله، أو قناعة ورضا بمقدور الله، هذا في
الدنيا، وأما ما عند الله في الآخرة فأعظم من أن تحيط به عبارة.
=====
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ
مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء:47]
من هذا قطعا تعلم أن شأن المعاملة مع الله ومع خلقه عظيم عظما لا يعرف قدره
إلا الرجل العاقل، فإن عليها يترتب غضب الله وعقابه، أو رضاه والنعيم
المقيم، وشيء هذا قدره لا يتوقف ولا يتردد في بذل العناية به رجل بصير.
[ عبدالعزيز السلمان ]
==========
{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } [المؤمنون:14]
جاء لفظ {تبارك} في القرآن عدة مرات، وكلها
مسندة إلى الله جل وعلا، ولم تأت مسندة لمخلوق أبدا، لأن المخلوق لا
يوجدها، ولكن قد يكون سببا في حدوثها، وبهذا يتبين خطأ القول الشائع كـ :
تبارك المنزل، وتباركت السيارة ونحوهما - مع حسن قصد قائلها - .
[أ.د. ناصر العمر]
============
كثير من أبناء الإسلام يرى أنه لا يصلح لخدمة الدين إلا العلماء والدعاة
الذين لهم باع طويل في العلم والدعوة، فإذا قارن حاله بحالهم وجد مسافة
بعيدة فلا يلبث أن يضعف عزمه، وتفتر همته، فيعيش سلبيا لا يقدم لدينه! لا،
بل كل فرد مهما كانت حاله يصلح لنصرة دينه إذا سلك الطريق الصحيح في ذلك.
قال تعالى:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} الآيات .. فاعتبر!
[د.محمدالعواجي]
=============
الإعداد للعمل علامة توفيق، وأمارة صدق في القصد، كما قال تعالى:
{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً } [التوبة:46]،
والطاعة لابد أن يمهد لها، حتى تؤتي أكلها، ويجتنى جناها، خاصة في رمضان حيث تتنوع الأعمال،
فاصدق عزمك من الآن على فعل الطاعات، وأن تجعله صفحة بيضاء نقية، مليئة بالصالحات، قال الفضيل: "إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك".
[د.محمد العواجي]
==========
التقدم حقيقة بالإسلام، والرجعية حقيقة بمخالفة الإسلام؛ لقوله تعالى :
{ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ
عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ
عَلَى عَقِبَيْهِ }
[البقرة:143]؛
فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدى؛ لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما
وراءه؛ فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون، قلنا له : بل أنت
الرجعي حقيقة!
[ابن عثيمين]
========
{ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا } [النساء:27]
هذا بيان صريح من الذي يعلم السر وأخفى - سبحانه - أن هذا الصنف من الناس -
سواء كانوا صحفيين أو كتابا أو روائيين أو أصحاب قنوات هابطة - يريدون
يميلوا بالأمة ميلا، وأكد هذا الميل بأنه عظيم، إذ لا تكفيهم مشاريع
الإغواء الصغيرة.
[د. عبدالمحسن المطيري]
==========
من أعظم حواجب الرحمة : عدم القيام بحقوق المؤمنين، قال تعالى :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات]
[السعدي]
===========
في وصفه تعالى للجنة بقوله:
{ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً }
دلالة على أن نقاء الجو الذي يعيش المرء فيه من العبارات الخادشة والقبيحة
من أنواع النعيم، فينبغي على المسلم أن ينزه لسانه وسمعه عن اللغو ويربي
نفسه وأهله على الطيب من القول.
[د.عبدالرحمن الشهري]
=====
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }(القيامة:30).
من لك إذا ألم الألم وسكت الصوت، وتمكن الندم، ووقع الفوت، وأقبل لأخذ
الروح ملك الموت، وجاءت جنوده وقيل: من راق، ونزلت منزلا ليس بمسكون!
وتعوضت بعد الحركات السكون! فيا أسفا لك كيف تكون؟ وأهوال القبر لا تطاق!
أكثر عمرك قد مضى، وأعظم زمانك قد انقضى، أفي أفعالك ما يصلح للرضا إذا
التقينا يوم التلاق؟
[ ابن الجوزي]
=========
عن أبي عروة قال: كنا عند مالك بن أنس، فذكروا رجلا ينتقص الصحابة، فقرأ مالك هذه الآية:
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ } حتى بلغ: { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } [الفتح:29].
فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم فقد أصابته الآية.
[حلية الأولياء]
=====
هو قرآن واحد يراه البلغاء أوفى كلام بلطائف التعبير، ويراه العامة أحسن
كلام وأقربه إلى عقولهم، لا يلتوي على أفهامهم، ولا يحتاجون فيه إلى ترجمان
وراء وضع اللغة، فهو متعة العامة والخاصة على السواء. ميسر لكل من أراد
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17].
[د.محمد دراز]
============
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة3].
تأمل : {لِلنَّاسِ}!
دون تفريق بين جنس ولون ودين، فالعبرة بنوع الخطاب لا للمخاطب.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان].
دخل في ذلك الصبر على كل مصيبة ورزية، بفقد مال، وموت حميم وقريب، ومضض
الفقر، والأوجاع والأمراض، وأشباه ذلك إذا جرع غصصه، وصبر على آلامه، وسلم
فيها لحكم ربه.
[القصاب]
=====
كم هدمت الظنون السيئة من بيت؟
وكم حطمت من قلب؟
يعمد الواحد منا عند وجود أدنى شك بالتجسس أو الاختبار برسالة جوال أو بتدبير اتصال،
وهذا كله بنص القرآن محرم {وَلَا تَجَسَّسُوا}
وفي الحديث (ولا تحسسوا).
==========
قال صالح بن أحمد بن حنبل: كان أبي إذا خرجت الدلو ملأى، قال: الحمد لله،
قلت: يا أبة، أي شيء الفائدة في هذا؟ فقال: يا بني، أما سمعت الله تعالى
يقول:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30].
[مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي]
كثيرا ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء، ورجاحة
العقل، بخلاف الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الآخرة بالعمل الصالح.
والله سبحانه وصف المتقين والمتذكرين والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقا :
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ
وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
[الزمر:18].
[فهد العيبان]
=======
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
لم يخبر أنه أحد في أي شيء ؟
فدل على العموم :
فهو أحد في ربوبيته، فلا أحد يخلق ويرزق ويملك غيره، وأحد في ألوهيته فلا
يجوز أن يعبد أحد غيره، وأحد في صفاته المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء
الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة.
[ ينظر: تفسير السعدي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } [النور:21].
فلولا أن الله تفضل بحماية أهل الإيمان، وتسديدهم وتوفيقهم للحق، وبيان الحق لهم حتى يصلوا إليه، ويسيروا عليه؛ لضلوا ولتاهوا.
[ابن جبرين]
====
{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } [الطور:4].
إذا قرأت هذه الأية وعلمت أن الله يقسم بهذا البيت الذي في السماء السابعة،
ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك، تيقنت أن في السماء والأرض عباد غيرك يعبدون
الله، لكن ليس لك ولا لغيرك إلا الله، وأن سبحانه غني عن كل خلقه، وكل
خلقه - بلا استثناء - فقير إليه، شاء أم أبى، وهذا الذي يتركه أثر القرآن
في نفوسنا إذا تلوناه وتدبرناه.
[صالح المغامسي]
====
{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ }
إن الذي يجري حين الغضب من خروج المرأة من بيتها أو إخراجها من قبل زوجها؛
مخالفة سافرة لهذا الأمر الإلهي، قد يقول الزوج أو الزوجة: كيف نجتمع في
بيت واحد وقد جرحت وأهنت؟ فالجواب:
{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } [الطلاق:1].
====
{ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء7].
فالتهليل والتسبيح يجليان الغموم، وينجيان من الكرب والمصائب، فحقيق على من
آمن بكتاب الله أن يجعلها ملجأ في شدائده، ومطية في رخائه ثقة بما وعد
الله المؤمنين من إلحاقهم بذي النون في ذلك حيث يقول :
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء8].
[القصاب]
====
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } [طه4].
قال ابن القيم : وظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضى ربه،
وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها، ولهذا احتج السلف بهذه
الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل، سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر
ذلك، قال : إن رضى الرب في العجلة إلى أوامره.
====
من تأمل القرآن علم أن كلمة ( السكن ) هي سر الكون الذي هدى إليه القرآن في العلاقة بين الرجل والمرأة { لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا }، ولذا كان الهدف الرئيس للمرأة في الحياة - بعد حق الله - أن تتعلم كيف تكون سكنا لزوجها وأسرتها.
====
في قوله تعالى :
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان:3]
جمع بين الشاكر والكفور، ولم يقل : إما شكورا وإما كفورا، مع اجتماعهما في صيغة المبالغة،
فنفى المبالغة في الشكر، وأثبتها في الكفر؛ لأن شكر الله تعالى لا يؤدى
مهما كثر، فانتفت عنه المبالغة، ولم تنتف عن الكفر المبالغة، فإن أقل الكفر
مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم.
[القرطبي]
====
قال الليث: يقال : ما الرحمة إلى أحد بأسرع منها إلى مستمع القرآن؛ لقول الله جل ذكره :
{ وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف:204]
ولعل من الله سبحانه وتعالى واجبة.
[لمحات الأنوار للغافقي]
====
في قوله تعالى :
{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } [التكوير:27-28]
إشارة إلى أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إلا
أنهم لم يشاءوا أن يستقيموا، بل رضوا لأنفسهم الانحراف، ومن رضي لنفسه
الضلال حرم من الهداية :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5]
[ابن عاشور]
====
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } [النساء4].
تدبر هذه الآية تلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء، فذلك أقوى أثرا
وأعظم أجرا، وأرجى في تحقيق المراد، وأما العلانية فيها فهي الاستثناء إذا
وجد لذلك سبب معتبر.
[أ.د. ناصر العمر]
====
{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [سبأ:24]
فاستعملت "على" في جانب الحق، و "في" في جانب الباطل؛ لأن صاحب الحق كأنه
مستعل يرقب نظره كيف شاء، ظاهرة له الأشياء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في
ظلام، ولا يدرى أين توجه!
[البرهان للزركشي]
====
إذا أردت أن تعرف قيمة عمل القلب، ومنزلته عند الله، فتأمل هذه الآية:
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}
فماذا ترتب على صدقهم وإخلاصهم؟
{ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } [الفتح:18-19].
فما أحوجنا لتفقد قلوبنا!
[د.عمر المقبل]
====
{ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}[الفرقان:73]
قال ابن العربي: قال علماؤنا: يعني الذين إذا قرءوا القرآن قرأوه بقلوبهم
قراءة فهم وتثبت، ولم ينثروه نثر الدقل؛ فإن المرور عليه بغير فهم ولا تثبت
صمم وعمى عن معاينة وعيده ووعده.
[أحكام القرآن]
====
ذكر الله التجارة في معرض الحط من شأنها حيث شغلت عن طاعة :
{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا } [الجمعة]
ولما أخذوا بأدب الشريعة في إيثار الواجبات الدينية، ذكرها ولم يهضم من حقها شيئا، فقال سبحانه :
{ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ } [النور:37]
[محمد الخضر حسين]
====
{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ } [الواقعة:73]
أخبر سبحانه عن النار أنها تذكرة، تذكر بنار الآخرة، وهي منفعة للمقوين أي المسافرين.
والسؤال: لماذا خص الله المسافرين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؟
جعل الله النار تذكرة للمقوين أي المسافرين، مع أن منفعتها عامة للمسافرين
والمقيمين تنبيها لعباده - والله أعلم - على أنهم كلهم مسافرون، وأنهم في
هذه الدار على جناح سفر، ليسوا مقيمين ولا مستوطنين.
[ابن القيم]
====
قال إبراهيم بن آزر : حضرت أحمد بن حنبل، وسأله رجل عما جرى بين علي
ومعاوية - رضي الله عنهما -؟ فأعرض عنه، فقيل له : يا أبا عبدالله، هو رجل
من بني هاشم.
فأقبل عليه فقال : اقرأ :
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة:134]
====
قال بعضهم : ما افتقر تقي قط، قالوا : لم؟ قال : لأن الله يقول :
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [الطلاق:2]
والآية اقتضت أن المتقي يرزق من حيث لا يحتسب، ولم تدل على أن غير المتقي
لا يرزق، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة، وقد لا يرزقون إلا بتكلف، وأهل
التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون، ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة،
والتقي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمى من فضول الدنيا، رحمة
به.
[ابن تيمية]
====
ليس من شأننا أن نسمع الصم أو نهدي العمي، ولا الذين يجعلون أصابعهم في
آذانهم فإذا هم لا يسمعون، أو يضعون أكفهم على أعينهم فإذا الشمس الطالعة
ليست بطالعة :
{ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا } [المائدة:41]
وإنما سبيلنا أن ننصب الحجة لجاهلها من طلاب الحق، ونوضح الطريق لسابلها من رواد اليقين.
[د. محمد دراز]
====
قوله تعالى :
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي
السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا }
[الكهف:71]
فيه دلالة على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر، وغير مالكة للصبر
على احتماله؛ لأن موسى عليه السلام وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه،
فلما رأى ما رأى أنكره عليه.
[القصاب]
====
{ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ } [ق:17]
أي الملكين الذين يكتبان الحسنات والسيئات، وفي بعض الآثار :
أنت تجري في معصية الله وفيما لا يعنيك، ألا تستحي من الله ولا منهما ؟!
[ابن عجيبة الفاسي]
====
إن البعض يتعامل مع أخبار الأمراض والأدواء والأحداث، في حدودية الزمان
والمكان، فنظرته إليها نظرة الغافل المتجافي، فكأنه ماض كان، أو مستقبل لن
يكون في زمانه ومكانه، وقد أمر الله بالتأمل والاعتبار بما كان، رغم تباعد
الزمان والمكان بقوله :
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } [النمل:69].
[أ.د. ابتسام الجابري]
====
أرأيت إنسانا يظلم نفسه؟
نعم .. ستراه حين ينتهك حرمة زمان نهاه ربه عن أن يظلم فيه نفسه!
رجب هو الشهر الفرد من الأشهر الحرم التي قيل لنا فيها :
{ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }!
ورجب هذه السنة يوافق إجازة:
فكم حافظ لحرمته بطلب العلم وبر وعبادة ونفع للخلق!
وكم من غافل، هاتك حرمته بعصيان حضرا وسفرا!
ومن كان كذلك فإنه لا يضر الله شيئا، بل لا يضر ولا يظلم إلا نفسه.
====
{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }
سماهم مصلين، لكنهم ساهون عن فعلها، أو عن وقتها، أو عن أدائها بأركانها
وشروطها، أو عن الخشوع وتدبر معانيها، فاللفظ يشمل هذا كله، من اتصف بشيء
من ذلك فله قسط من هذه الآية، ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه منها، وكمل
له النفاق العملي.
[ابن كثير]
====
يقول أحد التائبين من المخدرات :
40 عاما عشتها مع المخدرات، لم أعرف فيها للحياة طعما، وتقطعت حبالي بيني وبين ربي،
وبين أكثر عباده، ولم يردني إلى الله إلا آية واحدة سمعتها، فوقرت في قلبي،
فشعرت أنها تختصر معاناتي طوال هذه السنين كلها، إنها قول العليم الخبير :
{ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ }! [الحشر:19].
====
من الإعجاز اللفظي في القرآن:
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ } [يونس7].
ففي الضر قال: (يمسسك) بينما قال في الخير: (وإن يردك)؛ لأن الأشياء
المكروهة لا تنسب إلى إرادة الله؛ ولأن الضرر عند الله ليس مرادا لذاته بل
لغيره؛ ولما يترتب عليه من المصالح، بينما الخير مراد لله بذاته، ومفعول
له.
[ابن عثيمين]
====
{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ } [السجدة:14].
المؤمن يتذكر الآخرة، فإذا رأى حر الدنيا تذكر نار الآخرة، وإذا سمع باختبار الدنيا تذكر اختبار الآخرة، وهكذا شأن الأخيار
{ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ }! [ص:46]
====
في الصحيح: "كل ميسر لما خلق له" فاكتشف مواهبك وقدراتك، ونمها واستعملها
في سبيل دينك وأمتك وأسرتك، ولا تتكلف ما لم تعط فتكون كالمنبت: لا أرضا
قطع ولا ظهرا أبقى، وتدبر:
{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} [الإسراء4]،
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة:148]!
[أ.د.ناصر العمر]
====
{ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } [الإنسان]
لما كان في الصبر - الذي هو حبس النفس عن الهوى - خشونة وتضييق، جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة.
[ابن القيم]
====
عدد أحرف سورتي الفلق والناس (153) حرفا فقط، وعدد أحرف سورتي هود ويوسف
(14781) حرفا، ومع هذا فالمعوذتان أفضل بنص الحديث الصحيح، كتاب ربنا كتاب
معاني، ومع هذا ما زال بعضنا يركض في حفظه وتلاوته يستكثر الحسنات في غفلة
عن المعاني العظيمات!
[د. عصام العويد]
====
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ } [البقرة:179]
معناه كثير ولفظه قليل؛ لأن معناه أن الإنسان إذا علم أنه متى قتل اقتصوا
منه كان داعيا ألا يقدم على القتل، فارتفع كثير من قتل الناس بعضهم لبعض،
وكان ارتفاع القتل حياة لهم.
[السيوطي]
====
إذا أردت أن تستشعر شيئا من معاني قوله تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } وفي قراءة : { تجمعون }
[يونس:58]!
فتخيل أنك ملكت كل أرصدة بنوك الدنيا، وحزت ما جمعه الناس من عقار وأثاث ومراكب، وغيرها..
إنها - بنص هذه الآية - لا تعادل فرح المؤمن بنعيم القرآن وحلاوته، فهل نحن نعيش هذا الشعور؟
[د. عمر المقبل]
====
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ } [الحج:46].
قال قتادة :
البصر الظاهر : بلغة ومتعة، وبصر القلب : هو البصر النافع.
[تفسير البغوي]
====
{ بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } [الأنبياء:5].
هذه الجملة القصيرة تمثل لك مقدار ما أصابهم من الحيرة، وتريك صورة شاهد
الزور إذا شعر بحرج موقفه: كيف يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، وكيف تتفرق
به السبل في تصحيح ما يحاوله من محال:
{ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا } [الإسراء:48].
[د. محمد دراز]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ } [آل عمران:139]
للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان!
[ابن القيم]
====
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن
تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14]
في الآية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما، وعفا وصفح عن زلاتهما، وفي موعود الله من الغفران ما يهون عليه ذلك.
[القصاب]
====
قال سليمان عليه السلام :
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } [ص:35]
فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لأن زوال أثر الذنوب هو الذي
يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرا من المصالح،
فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد.
[ابن عثيمين]
====
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ }
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكثر أن
يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول
القرآن. [متفق عليه].
أي يفعل ما أمره القرآن، وهذا من التدبر العملي.
====
منذ أسبوع وخبر تحطم الطائرة الفرنسية فوق الأطلسي يتردد في نشرات الأخبار.
تصور جسما بحجم الطائرة يختفي فجأة، ويبقى البحث عنه أياما!
فأين الأقمار الصناعية؟
وأين الرادارات؟
إنهم البشر مهما بلغوا من الإتقان والحذق!
يريهم الله ضعفهم وقصورهم.
ويريهم - أيضا - آية من آيات عظمته في مثل قوله :
{ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ
ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا
أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس:61].
====
دعا حاخام أمريكي لإبادة العرب ومقدساتهم، وذلك في العدد الأخير من مجلة "مومنت" الأمريكية
[يونيو 2009] في زاوية "اسألوا الحاخامات".
وأضاف فريدمان، الحاخام بمعهد "بياس تشانا" للدراسات اليهودية: "الطريقة
الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمروا مقدساتهم، واقتلوا
رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم...
فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن الاعتقاد بأن الرب إلى جانبهم".
وصدق الله :
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ } [المائدة2].
====
{ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ } [الكهف:15].
لم اشترطت الآية برهانا واضحا على ما لا برهان له أصلا، بل البراهين كلها تدل على بطلانه؟
ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب، وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع
بالرضا عن قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة الاعتراف بالخطأ، فلا يصل
إلى الحقيقة بسبب أوهام البراهين التي لديه، فإذا دقق في محاكمتها، تبين
له بطلانها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح، ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود
أي برهان!
وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب القناعات الباطلة، فإن بينهم
وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة، ومن خير ما يكشف
حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها، ومن صحة الاستدلال
بها.
[د.حاتم العوني]
====
روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه 10000 درهم أنفقتها في
الباطل، فكان الجزاء (حبل من مسد) في جيدها أي في نفس موضع العقد!
فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم القيامة؟!
[د.عصام العويد]
====
من أعظم طرق الشيطان في إغواء بني آدم: كشف العورات، كما قال تعالى :
{ لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا } [الأعراف:27]
وهكذا شياطين الإنس اليوم، في قنوات ماكرة وشبكات فاجرة؛ لأنه متى استمرأت الأسرة ذلك انحلت أخلاقها، وانحل بعد ذلك دينها.
[صالح المغامسي]
====
مجتمعات تعيش في الشقاء وأخرى تتقلب في النعيم، فالأولى تبحث عن الخلاص وهو بين يديها :
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد]،
والأخرى تخاف تغير الحال، والأمان أمام ناظريها :
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الأنفال:53].
[أ.د. ناصر العمر]
====
{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا } [نوح:25]
هذه الآية ومثيلاتها دالة دلالة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا.
ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه الآيات والتشكيك فيها إنما هو
مصادمة لصريح القرآن، وغفلة عن تدبر معانيه والانتفاع بها، وتطمين
للمذنبين، وادعاء للكمال في النفس والمجتمع، وهو علامة على قسوة القلب
{ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الأنعام:43]
[فهد العيبان]
====
لن نتقدم مرة أخرى إلا إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا، ولن نصل إلى هذا الهدف
بتدمير نظمنا الاجتماعية وتقليد حضارة أجنبية، أجنبية عن ديننا وليس عن
محيطنا التاريخي والجغرافي فحسب، وقد بين الله لنا الطريق في كتابه المبين
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } [الأحزاب:21]
[د. صالح الحصين]
====
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } [آل عمران:185]
كلهم سيذوقونه : المحسن والمسيء، الغني والفقير، المتواضع والمتكبر ..
فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد، ودعوة إلى الله، ونفع للخلق.
====
إنك قد لا تتعجب أن يدعي الغيب بعض السحرة، أو من ينتسب إلى مذهب ضال يتكسب
من ورائه، وربما غلف دعواه تلك باسم الدين، لكن تتعجب ممن يصدق هؤلاء في
كذبهم، وهم يقرؤون قول ربهم :
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } [الجن:26-27]
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }؟
====
تفخر أكبر مراكز الإحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين، ويفوتها أنواع كثيرة من المعرفة،
ولا تتجاوز بضعة قرون من الزمن، وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات
تصيب وتخطئ، وكل هذا يتضاءل جدا حين يقرأ المؤمن كلام ربه الذي أثنى على
نفسه فقال:
{ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } [الجن:28]،
فلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل يخرج عن هذه الآية.
[د. عمر المقبل]
====
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }
أي الليل إذا دخل، ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل، وفيه انتشار
الشياطين، وأهل الغفلة والبطالة، فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة، وتجنب
السهر فيما لا ينفع،
وخصوصا في الأسواق ونحوها.
[ينظر : تتمة أضواء البيان]
====
ما أعظم الاستعاذة بهذه الصفة العظيمة ( رب الفلق ) وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين.
وتأمل لفظة الفلق، وما يقابلها من انغلاق الليل، وانغلاق عقد السحرة، وانغلاق قلوب الحاسدين.
====
ما يحدث في بعض مدن وقرى منطقة المدينة وما حولها من زلازل، إنما هي بقدر
الله، ومن أعظم ما يسلي المؤمن - وهو يعيش هذه المصيبة أو يسمع عنها - علمه
ويقينه بذلك، فإن هذا مما يطمئن القلب، كما قال تعالى :
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن]
قال بعضهم : يهد قلبه، ويهدأ قلبه.
====
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }
في الاستعاذة بهذه الصفة تفاؤل، وتذكير بالنور بعد الظلمة، والسعة بعد
الضيق، والفرج بعد الانغلاق، والفلق كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من
الأرض والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب
والنوى وغير ذلك، وكله مما يوحي بالفرج المشرق العجيب.
[أبو السعود العمادي]
====
لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير، مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب، أليس هذا غريبا؟
إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الأطعمة انتشارا في الأرض..
إنها عالمية القرآن.
====
"المطربة القديرة فلانة تحكي تجربتها ..، مسرحية من بطولة الفنان ..، الفلم العالمي .."
عناوين براقة يطالعنا بها الإعلام، تفتشها فلا تجد شيئا، فأي مقدار وأي بطولة؟
وصدق الله :
{ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام2]
====
إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبن بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك، بل تذكر أن ذلك من فضل الله عليك. تأمل :
{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [الجمعة]
فإنما هو فضل الله ورزقه ! وكم من بليد رزق من حيث لا يحتسب ! وذكي جنى عليه ذكاؤه !.
====
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } [الواقعة:77]
وصف القرآن بأنه كريم، لأن الكلام إذا قرئ وتردد كثيرا يهون في الأعين
والآذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك لا يكرره ثانيا، وأما القرآن
فلا يهون بكثرة التلاوة، بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري.
[ الرازي ]
وفي مثل هذا قال بعض الشعراء :
آياته كلما طال المدى جدد *** يزينهن جلال العتق والقدم.
====
رأيت الناس يذم بعضهم بعضا، ويغتاب بعضهم بعضا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى :
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الزخرف:32]
فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل، فما حسدت أحدا، ورضيت بقسمة الله تعالى.
[حاتم الأصم]
====
اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي
على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [التغابن:9]،
وذلك يوم { يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [الفرقان:27]
[ابن القيم]
====
الإنسان إذا أحس بالأمانة التي يتحملها، وبجسامة التوقيع عن رب العالمين،
أحس بخطر الفتوى، ولم يلق الكلام على عواهنه، فإن الله تعالى يقول :
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:33]
[محمد الحسن الددو]
====
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء } [البقرة:268]
يقول أحدهم - وهو من أغنياء الرياض - : لا زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر
من ثلاثين سنة يقولون : التعليم الديني ليس له مستقبل ولا وظائف، يتألون
على الله، وقد تخرجت من كلية شرعية وترقيت بحمد الله، وما زلنا نرى الناس
كذلك، ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي لم يجد كذلك،
فالرزق بيد الله، وكل يدخل ما هو أنسب له.
====
رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى :
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات:40-41]
وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت.
[حاتم الأصم]
====
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } [النور:21]
قال شوقي :
نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء..
ويكثر هذا في : أماكن العمل المختلطة حسا أو معنى: كالمستشفيات، وبعض المنتديات ومواقع الشبكات.
ومن أعظم ما يقطع هذه الخطى الشيطانية تذكر :
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن:46]
====
انتبه!
ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب، ليس بعمل صالح كما قال تعالى :
{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } [الفتح]،
[محمد بن عبدالوهاب، في معرض حديثه عن خطورة قراءة الفاتحة من غير حضور قلب]
====
تتابع العقوبات والآيات الكافرين في ديارهم أو حولها جزاء بما كسبوا
وإنذارا وتخويفا لغيرهم من الناس: فأوبئة، وأعاصير، وزلازل، وخسائر مالية،
وصدق ربنا :
{ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم
بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى
يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ } [الرعد:31]،
ولكن :
{ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }!!!
[يونس1]
[د. محمد الخضيري]
====
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [آل عمران:191]
تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع ( يتفكرون ) التي تدل على الاستمرار، فالتفكر ديدنهم، وليس أمرا عارضا.
قال أبو الدرداء : فكرة ساعة خير من قيام ليلة!
وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير، فكم هو نصيبنا منها؟
====
الضلال يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان
ويريده، فنفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم هذين الحالين، فلا هو
ضل عن جهل، ولا غوى عن قصد، تأمل :
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2]
[ابن عطية]
====
عن أبي الدرداء قال :
ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله يقول :
{ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ }
ويقول :
{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }
[الدر المنثور]
====
كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا، كما قال تعالى:
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء:22]
فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادا لا يرجى صلاحه؛
إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي
يحبه ويرجوه ويخافه، ويتوكل عليه وينيب إليه.
[ابن القيم]
====
هل تعرف الآية التي تسمى مبكاة العابدين؟
{ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [الجاثية:21]
"هذه الآية تسمى مبكاة العابدين"!
[الثعلبي]
====
كان الفضيل بن عياض - إذا قرأ هذه الآية - يقول لنفسه : ليت شعري! من أي الفريقين أنت؟!
فما يقول أمثالنا؟
====
"إنما حسن طول العمر ونفع؛ ليحصل التذكر والاستدراك، واغتنام الفرص، والتوبة النصوح، كما قال تعالى:
{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } [فاطر:37]
فمن لم يورثه التعمير، وطول البقاء، إصلاح معائبه، واغتنام بقية أنفاسه،
فيعمل على حياة قلبه، وحصول النعيم المقيم، وإلا فلا خير له في حياته".
[ابن القيم]
====
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } [آل عمران:195]
جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات، قال الحسن: " ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم".
فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء، والمتعجلون في رؤية ثمرته؟!
وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء!
[ينظر: القرطبي]
====
تأمل في سر قول عيسى عليه السلام -أول ما تكلم-:
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } [مريم:30]
قال وهب: أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم؛ لئلا يتخذ إلها.
[تفسير البغوي]
====
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران:192]
ليس الخزي أن تدعو، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك، أو ترد
دعوتك، أو تهان أمام عشرة أو مائة، بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم،
والعذاب الأليم، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين.
====
انظر إلى الهدهد يقول لنبي :
{ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ .. } [النمل:22].
هذا هو الهدهد المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له : عرفت ما لم
تعرفه، وكأن هذا القول جاء ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن
دوننا ما لم يعلمه لنا، ألم يعلمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ..} [المائدة:31].
[الشعراوي]
للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان!
[ابن القيم]
====
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن
تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [التغابن:14]
في الآية عزاء لمن بلي بزوج مؤذ أو ولد عاق فصبر على أذاهما، وعفا وصفح عن زلاتهما، وفي موعود الله من الغفران ما يهون عليه ذلك.
[القصاب]
====
قال سليمان عليه السلام :
{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } [ص:35]
فبدأ بطلب المغفرة قبل طلب الملك العظيم؛ وذلك لأن زوال أثر الذنوب هو الذي
يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرا من المصالح،
فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأل ما يريد.
[ابن عثيمين]
====
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ }
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صل الله عليه وسلم يكثر أن
يقول في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول
القرآن. [متفق عليه].
أي يفعل ما أمره القرآن، وهذا من التدبر العملي.
====
منذ أسبوع وخبر تحطم الطائرة الفرنسية فوق الأطلسي يتردد في نشرات الأخبار.
تصور جسما بحجم الطائرة يختفي فجأة، ويبقى البحث عنه أياما!
فأين الأقمار الصناعية؟
وأين الرادارات؟
إنهم البشر مهما بلغوا من الإتقان والحذق!
يريهم الله ضعفهم وقصورهم.
ويريهم - أيضا - آية من آيات عظمته في مثل قوله :
{ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ
ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا
أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس:61].
====
دعا حاخام أمريكي لإبادة العرب ومقدساتهم، وذلك في العدد الأخير من مجلة "مومنت" الأمريكية
[يونيو 2009] في زاوية "اسألوا الحاخامات".
وأضاف فريدمان، الحاخام بمعهد "بياس تشانا" للدراسات اليهودية: "الطريقة
الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمروا مقدساتهم، واقتلوا
رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم...
فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن الاعتقاد بأن الرب إلى جانبهم".
وصدق الله :
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ } [المائدة2].
====
{ هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ } [الكهف:15].
لم اشترطت الآية برهانا واضحا على ما لا برهان له أصلا، بل البراهين كلها تدل على بطلانه؟
ذلك أن مراجعة القناعات السابقة صعب، وتحتاج تدقيقا من النفس التي قد تنخدع
بالرضا عن قناعاتها بشبهات التقليد وتبرير صعوبة الاعتراف بالخطأ، فلا يصل
إلى الحقيقة بسبب أوهام البراهين التي لديه، فإذا دقق في محاكمتها، تبين
له بطلانها؛ ولذا طولبوا بالبرهان الواضح، ليقودهم ذلك إلى اكتشاف عدم وجود
أي برهان!
وهذا كله يدعونا إلى الرفق في مجادلة أصحاب القناعات الباطلة، فإن بينهم
وبين الهداية أسوارا من أوهام البراهين غير البينة، ومن خير ما يكشف
حقيقتها لديهم أن يحاولوا هم أنفسهم التثبت من قوتها، ومن صحة الاستدلال
بها.
[د.حاتم العوني]
====
روي أن أم جميل امرأة أبي لهب باعت "عقدا" لها ثمنه 10000 درهم أنفقتها في
الباطل، فكان الجزاء (حبل من مسد) في جيدها أي في نفس موضع العقد!
فالذي يهدي نار السجائر للناس من حوله أما فكر لحظة في نوع الهدية التي يتلقاها فمه يوم القيامة؟!
[د.عصام العويد]
====
من أعظم طرق الشيطان في إغواء بني آدم: كشف العورات، كما قال تعالى :
{ لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا } [الأعراف:27]
وهكذا شياطين الإنس اليوم، في قنوات ماكرة وشبكات فاجرة؛ لأنه متى استمرأت الأسرة ذلك انحلت أخلاقها، وانحل بعد ذلك دينها.
[صالح المغامسي]
====
مجتمعات تعيش في الشقاء وأخرى تتقلب في النعيم، فالأولى تبحث عن الخلاص وهو بين يديها :
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد]،
والأخرى تخاف تغير الحال، والأمان أمام ناظريها :
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الأنفال:53].
[أ.د. ناصر العمر]
====
{ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا } [نوح:25]
هذه الآية ومثيلاتها دالة دلالة صريحة على أن ما يصيبنا من كوارث إنما هو بسبب خطايانا.
ومحاولة بعض الناس الهرب عن معاني مثل هذه الآيات والتشكيك فيها إنما هو
مصادمة لصريح القرآن، وغفلة عن تدبر معانيه والانتفاع بها، وتطمين
للمذنبين، وادعاء للكمال في النفس والمجتمع، وهو علامة على قسوة القلب
{ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الأنعام:43]
[فهد العيبان]
====
لن نتقدم مرة أخرى إلا إذا استعدنا ثقتنا بأنفسنا، ولن نصل إلى هذا الهدف
بتدمير نظمنا الاجتماعية وتقليد حضارة أجنبية، أجنبية عن ديننا وليس عن
محيطنا التاريخي والجغرافي فحسب، وقد بين الله لنا الطريق في كتابه المبين
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ } [الأحزاب:21]
[د. صالح الحصين]
====
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } [آل عمران:185]
كلهم سيذوقونه : المحسن والمسيء، الغني والفقير، المتواضع والمتكبر ..
فإذا كانت هذه نهاية الجميع فطوبى لمن لقي ربه وقد أمضى حياته فيما يستطيعه من تعبد، ودعوة إلى الله، ونفع للخلق.
====
إنك قد لا تتعجب أن يدعي الغيب بعض السحرة، أو من ينتسب إلى مذهب ضال يتكسب
من ورائه، وربما غلف دعواه تلك باسم الدين، لكن تتعجب ممن يصدق هؤلاء في
كذبهم، وهم يقرؤون قول ربهم :
{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } [الجن:26-27]
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }؟
====
تفخر أكبر مراكز الإحصاء العالمية بجمع المعلومات في جانب معين، ويفوتها أنواع كثيرة من المعرفة،
ولا تتجاوز بضعة قرون من الزمن، وربما بنت معلوماتها المستقبلية على توقعات
تصيب وتخطئ، وكل هذا يتضاءل جدا حين يقرأ المؤمن كلام ربه الذي أثنى على
نفسه فقال:
{ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } [الجن:28]،
فلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل يخرج عن هذه الآية.
[د. عمر المقبل]
====
{ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }
أي الليل إذا دخل، ومن تأمل أنواع الشرور وجد أكثرها في الليل، وفيه انتشار
الشياطين، وأهل الغفلة والبطالة، فحري بالمسلم اغتنامه بالعبادة، وتجنب
السهر فيما لا ينفع،
وخصوصا في الأسواق ونحوها.
[ينظر : تتمة أضواء البيان]
====
ما أعظم الاستعاذة بهذه الصفة العظيمة ( رب الفلق ) وما تشتمل عليه من قوة وغلبة وسلطان على ظلمات الشرور والسحرة والحاسدين.
وتأمل لفظة الفلق، وما يقابلها من انغلاق الليل، وانغلاق عقد السحرة، وانغلاق قلوب الحاسدين.
====
ما يحدث في بعض مدن وقرى منطقة المدينة وما حولها من زلازل، إنما هي بقدر
الله، ومن أعظم ما يسلي المؤمن - وهو يعيش هذه المصيبة أو يسمع عنها - علمه
ويقينه بذلك، فإن هذا مما يطمئن القلب، كما قال تعالى :
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن]
قال بعضهم : يهد قلبه، ويهدأ قلبه.
====
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }
في الاستعاذة بهذه الصفة تفاؤل، وتذكير بالنور بعد الظلمة، والسعة بعد
الضيق، والفرج بعد الانغلاق، والفلق كل ما يفلقه الله تعالى، كالنبات من
الأرض والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر، والأرحام عن الأولاد، والحب
والنوى وغير ذلك، وكله مما يوحي بالفرج المشرق العجيب.
[أبو السعود العمادي]
====
لم يرد في القرآن تحريم لحم حيوان باسمه إلا الخنزير، مع أنه لم يكن كثيرا بأرض العرب، أليس هذا غريبا؟
إن الغرابة تزول حين نعلم أن الخنزير اليوم من أكثر الأطعمة انتشارا في الأرض..
إنها عالمية القرآن.
====
"المطربة القديرة فلانة تحكي تجربتها ..، مسرحية من بطولة الفنان ..، الفلم العالمي .."
عناوين براقة يطالعنا بها الإعلام، تفتشها فلا تجد شيئا، فأي مقدار وأي بطولة؟
وصدق الله :
{ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام2]
====
إذا فتح الله لك باب رزق، فلا تعجبن بذكائك، أو تظن أنك رزقت بحذقك، بل تذكر أن ذلك من فضل الله عليك. تأمل :
{ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } [الجمعة]
فإنما هو فضل الله ورزقه ! وكم من بليد رزق من حيث لا يحتسب ! وذكي جنى عليه ذكاؤه !.
====
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } [الواقعة:77]
وصف القرآن بأنه كريم، لأن الكلام إذا قرئ وتردد كثيرا يهون في الأعين
والآذان؛ ولهذا من قال شيئا في مجلس الملوك لا يكرره ثانيا، وأما القرآن
فلا يهون بكثرة التلاوة، بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري.
[ الرازي ]
وفي مثل هذا قال بعض الشعراء :
آياته كلما طال المدى جدد *** يزينهن جلال العتق والقدم.
====
رأيت الناس يذم بعضهم بعضا، ويغتاب بعضهم بعضا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى :
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الزخرف:32]
فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل، فما حسدت أحدا، ورضيت بقسمة الله تعالى.
[حاتم الأصم]
====
اشتر نفسك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي
على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل، ولا كثير { ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } [التغابن:9]،
وذلك يوم { يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ } [الفرقان:27]
[ابن القيم]
====
الإنسان إذا أحس بالأمانة التي يتحملها، وبجسامة التوقيع عن رب العالمين،
أحس بخطر الفتوى، ولم يلق الكلام على عواهنه، فإن الله تعالى يقول :
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:33]
[محمد الحسن الددو]
====
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء } [البقرة:268]
يقول أحدهم - وهو من أغنياء الرياض - : لا زلت أذكر ضعفاء الناس منذ أكثر
من ثلاثين سنة يقولون : التعليم الديني ليس له مستقبل ولا وظائف، يتألون
على الله، وقد تخرجت من كلية شرعية وترقيت بحمد الله، وما زلنا نرى الناس
كذلك، ومن لم يجد وظيفة فكم ممن له تخصص دنيوي لم يجد كذلك،
فالرزق بيد الله، وكل يدخل ما هو أنسب له.
====
رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى :
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات:40-41]
وتيقنت أن القرآن حق صادق، فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت.
[حاتم الأصم]
====
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } [النور:21]
قال شوقي :
نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء..
ويكثر هذا في : أماكن العمل المختلطة حسا أو معنى: كالمستشفيات، وبعض المنتديات ومواقع الشبكات.
ومن أعظم ما يقطع هذه الخطى الشيطانية تذكر :
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [الرحمن:46]
====
انتبه!
ما نطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب، ليس بعمل صالح كما قال تعالى :
{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } [الفتح]،
[محمد بن عبدالوهاب، في معرض حديثه عن خطورة قراءة الفاتحة من غير حضور قلب]
====
تتابع العقوبات والآيات الكافرين في ديارهم أو حولها جزاء بما كسبوا
وإنذارا وتخويفا لغيرهم من الناس: فأوبئة، وأعاصير، وزلازل، وخسائر مالية،
وصدق ربنا :
{ وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم
بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى
يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ } [الرعد:31]،
ولكن :
{ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }!!!
[يونس1]
[د. محمد الخضيري]
====
{ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } [آل عمران:191]
تأمل كيف جاء الثناء عليهم بصيغة الفعل المضارع ( يتفكرون ) التي تدل على الاستمرار، فالتفكر ديدنهم، وليس أمرا عارضا.
قال أبو الدرداء : فكرة ساعة خير من قيام ليلة!
وكلام السلف في تعظيم عبادة التفكر كثير، فكم هو نصيبنا منها؟
====
الضلال يكون من غير قصد من الإنسان إليه، والغي كأنه شيء يكتسبه الإنسان
ويريده، فنفى الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم هذين الحالين، فلا هو
ضل عن جهل، ولا غوى عن قصد، تأمل :
{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم:2]
[ابن عطية]
====
عن أبي الدرداء قال :
ما من مؤمن إلا الموت خير له وما من كافر إلا الموت خير له، فمن لم يصدقني فإن الله يقول :
{ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ }
ويقول :
{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ }
[الدر المنثور]
====
كما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا، كما قال تعالى:
{ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء:22]
فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فسادا لا يرجى صلاحه؛
إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي
يحبه ويرجوه ويخافه، ويتوكل عليه وينيب إليه.
[ابن القيم]
====
هل تعرف الآية التي تسمى مبكاة العابدين؟
{ أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } [الجاثية:21]
"هذه الآية تسمى مبكاة العابدين"!
[الثعلبي]
====
كان الفضيل بن عياض - إذا قرأ هذه الآية - يقول لنفسه : ليت شعري! من أي الفريقين أنت؟!
فما يقول أمثالنا؟
====
"إنما حسن طول العمر ونفع؛ ليحصل التذكر والاستدراك، واغتنام الفرص، والتوبة النصوح، كما قال تعالى:
{ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ } [فاطر:37]
فمن لم يورثه التعمير، وطول البقاء، إصلاح معائبه، واغتنام بقية أنفاسه،
فيعمل على حياة قلبه، وحصول النعيم المقيم، وإلا فلا خير له في حياته".
[ابن القيم]
====
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } [آل عمران:195]
جاءت هذه الآية بعد أن دعوا ربهم بخمس دعوات عظيمات، قال الحسن: " ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجاب لهم".
فكم يخسر المقصرون في عبادة الدعاء، والمتعجلون في رؤية ثمرته؟!
وكم يربح ويسعد من فتح له باب الدعاء، ومناجاة مولاه الذي يحب الملحين في الدعاء!
[ينظر: القرطبي]
====
تأمل في سر قول عيسى عليه السلام -أول ما تكلم-:
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } [مريم:30]
قال وهب: أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم؛ لئلا يتخذ إلها.
[تفسير البغوي]
====
{ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } [آل عمران:192]
ليس الخزي أن تدعو، وتأمر بمعروف وتنهى عن منكر فلا يستجاب لك، أو ترد
دعوتك، أو تهان أمام عشرة أو مائة، بل الخزي هو الغضب من أعظم عظيم،
والعذاب الأليم، أمام جميع العالمين من الأولين والآخرين.
====
انظر إلى الهدهد يقول لنبي :
{ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ .. } [النمل:22].
هذا هو الهدهد المخلوق الأقل من سليمان عليه السلام يقول له : عرفت ما لم
تعرفه، وكأن هذا القول جاء ليعلمنا حسن الأدب مع من هو دوننا، فهو يهب لمن
دوننا ما لم يعلمه لنا، ألم يعلمنا الغراب كيف نواري سوأة الميت؟
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ..} [المائدة:31].
[الشعراوي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
طلب بعض الولاة رجلا، فأفلت
منه، فأخذ أخاه وقال له: إن جئت بأخيك وإلا ضربت عنقك، قال الرجل: أرأيت إن
جئت بكتاب من أمير المؤمنين، تخلي سبيلي؟ قال الوالي: نعم، قال الرجل:
فأنا آتيك بكتاب من العزيز الرحيم، وأقيم عليه شاهدين : موسى وإبراهيم!:
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
[النجم:36-38]
قال الوالي: خلوا سبيله.. هذا رجل لقن حجته!
[ينظر: الوافي بالوفيات]
=====
في قوله تعالى:
{ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } [ق]
قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب –وهو الراجع إلى مولاه-؛ لأنه هو المنتفع بالذكرى، وفي قوله تعالى بعدها:
{ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ } [ق]
أطلق الوصف بغير تقييد؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد، غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام،
وغيره يأكل كما تأكل الأنعام!.
[الرازي]
=====
قال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان ابن عطية:
يا عم!، لم تشدد علينا وقد قال الله:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ..}؟
فقال: اقرأ بقية الآيات، فقرأت:
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ..}
قال: اقرأ، فقرأت:
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ...}
الآيات [الزمر:53-55]،
فمسح رأسي وقال: يا بني، اتق الله وخفه وارجه.
=====
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه:
"الصلاة مكيال من وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين"!
وهذا من عمق علم السلف بالقرآن، حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى:
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } !
ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب.
==========
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } [الأنعام:59]
بهذه الآية وأمثالها - التي تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله - أغلق
القرآن جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي،
وأن ذلك ضلال مبين، وبعضها قد يكون كفرا".
[الشنقيطي]
فهل يتدبر ذلك من طلب الغيب عبر الأبراج وقنوات الشعوذة؟
====
ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد:
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } [القمر:18-21]
في ابتداء القصة وفي آخرها؟
الجواب: أن الأولى تخبر عن عذابهم في الدنيا، والثانية عن عذابهم في الآخرة؛ وذلك أن الله اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى
{ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ } [فصلت:16].
ويصح أن تكون الأولى قبل وقوع العذاب، والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم.
[الإسكافي]
====
{ لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة:286]
جمع الله في هذه الآية بين ترك الأمر وارتكاب النهي؛ لأن المراد بالنسيان
هنا : الترك؛ فالنسيان أن يترك الفعل لتأويل فاسد، والمراد بالخطأ : أن
يفعل الفعل لتأويل فاسد.
فدعوا الله أن يعفو عنهم هذا وهذا.
[ابن عادل الحنبلي]
=========
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [العاديات:6]
قال الفضيل بن عياض:
"الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض"
تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!
====
ما من اختراع يخطر ببالك من المخترعات الحديثة - كالمركبات ووسائل الاتصال وغيرها - إلا وقد أشار إليه القرآن، تأمل قوله تعالى :
{ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل]
وبفهم هذه العمومات يدرك المتدبر سعة معاني كلام الله تعالى، وكيف تدخل آلاف الأشياء والمعاني في جملة قصيرة.
[ينظر: تعليق السعدي على الآية]
=====
{ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } [البقرة:286]
فرق بين " الكسب " و " الاكتساب "، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله
المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما
الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من
فضل الله ورحمته.
[ينظر: محاسن التأويل]
=====
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} ؟ [ق:15]
هذه من براهين البعث، لأن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الأول
لا شك في قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى، لأن الإعادة لا يمكن أن تكون
أصعب من البدء.
[الشنقيطي]
=====
كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون،
ظن أن ذلك مخصوص بهم، مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة، فيا سبحان
الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه
يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون
بلا علم.
[محمد بن عبدالوهاب]
=====
تدبر:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ } (الحج:18)
كل الجمادات والنباتات والحيوانات تسجد لله.. بكثرتها.. بعظمتها.. إلا بعضا من مخلوق ضعيف شذ عن منظومة التسبيح في الكون..!
=====
ما الحكمة من قراءة سورة "المنافقون" في الجمعة؟
مناسبتها ظاهرة، ومنها:
1/ أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع.
2/ أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة؛ لأن الله قال فيها عن المنافقين:
{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (المنافقون:4)
[ابن عثيمين]
=====
أمر الله أن نكون مع الصادقين في كل الأوقات فقال:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } (التوبة9)
فكم يخسر هذه الآية من يتشبه بالكافرين فيما يسمى بـ(كذبة إبريل)؟
ناهيك عن كون الكذب محرما في كل وقت، فما أشده من خذلان!
[د.محمد الخضيري]
=====
سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وهو يعلق على قوله تعالى :
{ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } [النحل:96]
فيقول: كثير من الناس لا ينصرف ذهنه عند قراءة هذه الآية إلا للمال أو
الطعام ونحوه، والحق أنها تشمل السمع والبصر وسائر ما عند العباد من أمور
حسية ومعنوية.
[د. عمر المقبل]
=====
{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ } [النمل:20]
فيه دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته، والمحافظة عليهم، فانظر إلى الهدهد
مع صغره: كيف لم يخف حاله على سليمان، فكيف بما هو أعظم؟ ويرحم الله عمر
فإنه كان على سيرته، قال : لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسألن
عنها عمر.
[القرطبي]
=====
كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده، وقد ثبت في الحديث أنه لا يأتي بخير،
ومصداق ذلك في القرآن:
{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا
مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن
فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ *
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا
أَخْلَفُواْ
اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } [التوبة:75-77].
[د.محمد الخضيري]
=====
لما احتج قوم عاد بقولهم :
{ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً }
قيل لهم :
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [فصلت:15]
وهكذا كل ما في المخلوقات من قوة وشدة تدل على أن الله أقوى وأشد، وما فيها
من علم يدل على أن الله أعلم، وما فيها من علم وحياة يدل على أن الله أولى
بالعلم والحياة، فمن تمام الحجة الاستدلال بالأثر على المؤثر.
[ابن تيمية]
=====
إذا تأملت قول ابن الجوزي:
"أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة؛
كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة"، وجدت شاهده في قوله تعالى:
{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ
مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } [الأعراف0]
[سليمان الماجد]
=====
قال سفيان الثوري:
من أبكاه علمه فهو العالم؛ فإن الله تعالى يقول:
{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا } (الإسراء7)،
وقال تعالى:
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } (مريم:58)
=====
{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } [الجاثية]
وهذه الصورة البغيضة - مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة - إلا أنها
تتكرر في كل عصر، فكم في الناس من يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا
كأن لم يسمعها ؟!
لأنها لا توافق هواه، ولا تسير مع مألوفه، ولا تتمشى له مع اتجاه!
=====
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } [الذاريات:50]
هكذا يطمئن المؤمن، لأنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه مصيبة، أو يداهمه هم،
فأما في عالم الأشقياء فهم يهربون إلى المخدرات، فلا يجدون إلا الوبال،
وإلى الشهوات المحرمة، فلا ينالون إلا الأوبئة التي حرمتهم الشهوات! فأين
يذهبون؟! هم والله لا يدرون!
[د. سفر الحوالي]
=====
تأمل قول الله تعالى :
{ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [الحجر:48]،
وقارن بينه وبين قول الله تعالى :
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4]
تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة، أن بيّن أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب، وبيّن مقابل ذلك أن الجنة لا تعب فيها.
[محمد المنجد]
=====
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155]
تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
[د. عبدالمحسن المطيري]
=====
قال تعالى في عرض النار على الكفار :
{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [الكهف0]
وقال تعالى في عرض الكفار على النار :
{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف:20]
فهي تقرب إليهم وهم - أيضا - يقربون إليها، وذلك من زيادة العذاب عياذا بالله.
[الشنقيطي]
=====
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر]
لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة الله وشكره، سألهم
عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببا لسعادتهم هو من
أعظم أسباب شقائهم في الآخرة!
=====
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }
السنة هي النعاس، وفي نفي النوم بعد نفي السنة : تدرج من نفي الأعلى بعد
الأدنى، فكأنه قال : لا تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلاغة التأكيد.
[ينظر : تفسير البقرة لابن عثيمين ]
فتأمل أيها المعظم لربه !
فإن أي ملك من ملوك الدنيا - مهما كان حرصه على ملكه - لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم !
فسبحان الحي القيوم!
=====
يقول تعالى عن عالم السوء الذي ترك الهدى بسبب الهوى :
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } (الأعراف:176)
قال ابن جريج :
" ال***** منقطع الفؤاد لا فؤاد له، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، فهو مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له إنما فؤاده ينقطع".
علق ابن القيم على كلام ابن جريج السابق :
" قلت : مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث،
وهكذا الذي انسلخ من آيات الله لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا،
وترك اللهث عليها، ...
فال***** من أشد الحيوانات لهثا، يلهث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا؛ لشدة حرصه".
=====
يوسف عليه السلام.. آذاه إخوانه، وألقوه في بئر حتى سيق مملوكا بثمن بخس، وسجن سنين، ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر، قال إخوته:
{ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ }، يقصدون يوسف! فماذا فعل؟
انظروا إلى ضبط النفس:
{ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا } (يوسف:77)
حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة، فقالها سرا في نفسه!
[أ.د.ناصر العمر]
=====
أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء، فانتبه!
فقد قال قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }(القصص:78) فخسف به، والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة كما قال صاحب الجنة:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } (الكهف:39)
قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
=====
تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل في أمرين عظيمين يغفل عنهما أكثر الخلق: الزيغ والاهتداء.
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } [محمد:17]،
وقال :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5]
[د.محمد الخضيري]
منه، فأخذ أخاه وقال له: إن جئت بأخيك وإلا ضربت عنقك، قال الرجل: أرأيت إن
جئت بكتاب من أمير المؤمنين، تخلي سبيلي؟ قال الوالي: نعم، قال الرجل:
فأنا آتيك بكتاب من العزيز الرحيم، وأقيم عليه شاهدين : موسى وإبراهيم!:
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
[النجم:36-38]
قال الوالي: خلوا سبيله.. هذا رجل لقن حجته!
[ينظر: الوافي بالوفيات]
=====
في قوله تعالى:
{ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } [ق]
قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب –وهو الراجع إلى مولاه-؛ لأنه هو المنتفع بالذكرى، وفي قوله تعالى بعدها:
{ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ } [ق]
أطلق الوصف بغير تقييد؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد، غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام،
وغيره يأكل كما تأكل الأنعام!.
[الرازي]
=====
قال حميد بن هشام: قلت لأبي سليمان ابن عطية:
يا عم!، لم تشدد علينا وقد قال الله:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ..}؟
فقال: اقرأ بقية الآيات، فقرأت:
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ..}
قال: اقرأ، فقرأت:
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ...}
الآيات [الزمر:53-55]،
فمسح رأسي وقال: يا بني، اتق الله وخفه وارجه.
=====
قال سلمان الفارسي رضي الله عنه:
"الصلاة مكيال من وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين"!
وهذا من عمق علم السلف بالقرآن، حيث عمم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى:
{ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } !
ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب.
==========
{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ } [الأنعام:59]
بهذه الآية وأمثالها - التي تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله - أغلق
القرآن جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي،
وأن ذلك ضلال مبين، وبعضها قد يكون كفرا".
[الشنقيطي]
فهل يتدبر ذلك من طلب الغيب عبر الأبراج وقنوات الشعوذة؟
====
ما فائدة تكرار قوله تعالى عن قوم عاد:
{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } [القمر:18-21]
في ابتداء القصة وفي آخرها؟
الجواب: أن الأولى تخبر عن عذابهم في الدنيا، والثانية عن عذابهم في الآخرة؛ وذلك أن الله اختص عادا بذكر عذابين لها في قوله تعالى
{ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ } [فصلت:16].
ويصح أن تكون الأولى قبل وقوع العذاب، والثانية بعد وقوعه؛ توبيخا لهم.
[الإسكافي]
====
{ لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة:286]
جمع الله في هذه الآية بين ترك الأمر وارتكاب النهي؛ لأن المراد بالنسيان
هنا : الترك؛ فالنسيان أن يترك الفعل لتأويل فاسد، والمراد بالخطأ : أن
يفعل الفعل لتأويل فاسد.
فدعوا الله أن يعفو عنهم هذا وهذا.
[ابن عادل الحنبلي]
=========
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [العاديات:6]
قال الفضيل بن عياض:
"الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض"
تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!
====
ما من اختراع يخطر ببالك من المخترعات الحديثة - كالمركبات ووسائل الاتصال وغيرها - إلا وقد أشار إليه القرآن، تأمل قوله تعالى :
{ وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [النحل]
وبفهم هذه العمومات يدرك المتدبر سعة معاني كلام الله تعالى، وكيف تدخل آلاف الأشياء والمعاني في جملة قصيرة.
[ينظر: تعليق السعدي على الآية]
=====
{ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ } [البقرة:286]
فرق بين " الكسب " و " الاكتساب "، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله
المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما
الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من
فضل الله ورحمته.
[ينظر: محاسن التأويل]
=====
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} ؟ [ق:15]
هذه من براهين البعث، لأن من لم يعي بخلق الناس ولم يعجز عن إيجادهم الأول
لا شك في قدرته على إعادتهم وخلقهم مرة أخرى، لأن الإعادة لا يمكن أن تكون
أصعب من البدء.
[الشنقيطي]
=====
كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون،
ظن أن ذلك مخصوص بهم، مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة، فيا سبحان
الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه، ولا يتصور أنه
يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون
بلا علم.
[محمد بن عبدالوهاب]
=====
تدبر:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ } (الحج:18)
كل الجمادات والنباتات والحيوانات تسجد لله.. بكثرتها.. بعظمتها.. إلا بعضا من مخلوق ضعيف شذ عن منظومة التسبيح في الكون..!
=====
ما الحكمة من قراءة سورة "المنافقون" في الجمعة؟
مناسبتها ظاهرة، ومنها:
1/ أن يصحح الناس قلوبهم ومسارهم إلى الله تعالى كل أسبوع.
2/ أن يقرع أسماع الناس التحذير من المنافقين كل جمعة؛ لأن الله قال فيها عن المنافقين:
{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (المنافقون:4)
[ابن عثيمين]
=====
أمر الله أن نكون مع الصادقين في كل الأوقات فقال:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ } (التوبة9)
فكم يخسر هذه الآية من يتشبه بالكافرين فيما يسمى بـ(كذبة إبريل)؟
ناهيك عن كون الكذب محرما في كل وقت، فما أشده من خذلان!
[د.محمد الخضيري]
=====
سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وهو يعلق على قوله تعالى :
{ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } [النحل:96]
فيقول: كثير من الناس لا ينصرف ذهنه عند قراءة هذه الآية إلا للمال أو
الطعام ونحوه، والحق أنها تشمل السمع والبصر وسائر ما عند العباد من أمور
حسية ومعنوية.
[د. عمر المقبل]
=====
{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ } [النمل:20]
فيه دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته، والمحافظة عليهم، فانظر إلى الهدهد
مع صغره: كيف لم يخف حاله على سليمان، فكيف بما هو أعظم؟ ويرحم الله عمر
فإنه كان على سيرته، قال : لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسألن
عنها عمر.
[القرطبي]
=====
كثير من الناس يلجأ إلى النذر عند تأزم أمر ما عنده، وقد ثبت في الحديث أنه لا يأتي بخير،
ومصداق ذلك في القرآن:
{ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا
مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن
فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ *
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا
أَخْلَفُواْ
اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } [التوبة:75-77].
[د.محمد الخضيري]
=====
لما احتج قوم عاد بقولهم :
{ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً }
قيل لهم :
{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } [فصلت:15]
وهكذا كل ما في المخلوقات من قوة وشدة تدل على أن الله أقوى وأشد، وما فيها
من علم يدل على أن الله أعلم، وما فيها من علم وحياة يدل على أن الله أولى
بالعلم والحياة، فمن تمام الحجة الاستدلال بالأثر على المؤثر.
[ابن تيمية]
=====
إذا تأملت قول ابن الجوزي:
"أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة؛
كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة"، وجدت شاهده في قوله تعالى:
{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ
مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ
وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ } [الأعراف0]
[سليمان الماجد]
=====
قال سفيان الثوري:
من أبكاه علمه فهو العالم؛ فإن الله تعالى يقول:
{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا } (الإسراء7)،
وقال تعالى:
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } (مريم:58)
=====
{ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } [الجاثية]
وهذه الصورة البغيضة - مع أنها صورة فريق من المشركين في مكة - إلا أنها
تتكرر في كل عصر، فكم في الناس من يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا
كأن لم يسمعها ؟!
لأنها لا توافق هواه، ولا تسير مع مألوفه، ولا تتمشى له مع اتجاه!
=====
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } [الذاريات:50]
هكذا يطمئن المؤمن، لأنه يعرف إلى أين يفر حين تصيبه مصيبة، أو يداهمه هم،
فأما في عالم الأشقياء فهم يهربون إلى المخدرات، فلا يجدون إلا الوبال،
وإلى الشهوات المحرمة، فلا ينالون إلا الأوبئة التي حرمتهم الشهوات! فأين
يذهبون؟! هم والله لا يدرون!
[د. سفر الحوالي]
=====
تأمل قول الله تعالى :
{ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [الحجر:48]،
وقارن بينه وبين قول الله تعالى :
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4]
تجد أن مما رغب الله تعالى به في الدار الآخرة، أن بيّن أن الحياة الدنيا مليئة بالتعب، وبيّن مقابل ذلك أن الجنة لا تعب فيها.
[محمد المنجد]
=====
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155]
تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
[د. عبدالمحسن المطيري]
=====
قال تعالى في عرض النار على الكفار :
{ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا } [الكهف0]
وقال تعالى في عرض الكفار على النار :
{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف:20]
فهي تقرب إليهم وهم - أيضا - يقربون إليها، وذلك من زيادة العذاب عياذا بالله.
[الشنقيطي]
=====
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر]
لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة الله وشكره، سألهم
عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببا لسعادتهم هو من
أعظم أسباب شقائهم في الآخرة!
=====
{ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }
السنة هي النعاس، وفي نفي النوم بعد نفي السنة : تدرج من نفي الأعلى بعد
الأدنى، فكأنه قال : لا تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلاغة التأكيد.
[ينظر : تفسير البقرة لابن عثيمين ]
فتأمل أيها المعظم لربه !
فإن أي ملك من ملوك الدنيا - مهما كان حرصه على ملكه - لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم !
فسبحان الحي القيوم!
=====
يقول تعالى عن عالم السوء الذي ترك الهدى بسبب الهوى :
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث } (الأعراف:176)
قال ابن جريج :
" ال***** منقطع الفؤاد لا فؤاد له، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، فهو مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له إنما فؤاده ينقطع".
علق ابن القيم على كلام ابن جريج السابق :
" قلت : مراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث،
وهكذا الذي انسلخ من آيات الله لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا،
وترك اللهث عليها، ...
فال***** من أشد الحيوانات لهثا، يلهث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا؛ لشدة حرصه".
=====
يوسف عليه السلام.. آذاه إخوانه، وألقوه في بئر حتى سيق مملوكا بثمن بخس، وسجن سنين، ثم بعد ذلك يصبح عزيز مصر، قال إخوته:
{ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ }، يقصدون يوسف! فماذا فعل؟
انظروا إلى ضبط النفس:
{ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا } (يوسف:77)
حتى إنه لم يرد جرح مشاعرهم بهذه الكلمة، فقالها سرا في نفسه!
[أ.د.ناصر العمر]
=====
أيها الطالب! إن أوتيت حفظا وذكاء، فانتبه!
فقد قال قارون: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }(القصص:78) فخسف به، والمؤمن حقا حاله حال المعترفين بالنعمة كما قال صاحب الجنة:
{ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } (الكهف:39)
قال بعض السلف: من أعجبه شيء من حاله أو ماله أو ولده، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
=====
تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل في أمرين عظيمين يغفل عنهما أكثر الخلق: الزيغ والاهتداء.
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } [محمد:17]،
وقال :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [الصف:5]
[د.محمد الخضيري]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
ما الفرق بين قوله تعالى :
{ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المجادلة:4]،
وقوله بعدها :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ
أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة:5]؟
الفرق أن الكافرين على نوعين :
فالكافر غير المحاد لله ورسوله له عذاب أليم، أما الكافر المحاد والمعادي
لله ورسوله فله مع العذاب الأليم الكبت والإذلال والقهر والخيبة في الدنيا
والآخرة، فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها.
[الإسكافي]
=====
حقيقة الصراط المستقيم هو : معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في
الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق
ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره.
[د. محمد الخضيري]
=====
إن موسى عليه السلام سأل أجلّ الأشياء فقال :
{ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } [الأعراف:143]،
وسأل أقل الأشياء فقال :
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24]؛
فنحن أيضا نسأل الله أجلّ الأشياء وهي خيرات الآخرة، وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول :
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } [البقرة:201]
[الرازي]
=====
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [لقمان:6]
قيل: نزلت في النضر بن الحارث، كان يشتري أخبار الأعاجم كـ ( رستم
واسفنديار ) - بعض ملوك فارس - ويحدث بها قريشا ليستملحوا حديثه، ويتركوا
استماع القرآن.
[تفسير الطبري]
ما أشبه الليلة بالبارحة، فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد الأخلاق والعقائد، وتزهد في نصوص الوحي!
=====
ما أدق وصف الله للشعراء، تأمل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ } لغوايتهم { فِي كُلِّ وَادٍ } من أودية الشعر،
{ يَهِيمُونَ } [الشعراء:225]
فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة في صدق، وتارة في كذب، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون،
ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار، ولا يثبتون على حال من الأحوال { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا }
(227)
[السعدي]
=====
{ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } [الإنسان:19]
قال بعضهم : هذه من التشبيه العجيب؛ لأن اللؤلؤ إذا كان متفرقا كان أحسن في المنظر لوقوع شعاع بعضه على بعض.
[ينظر: تفسير الثعالبي]
=====
إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى :
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132]
ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية :
{ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
[د. محمد الحمد]
=====
التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات، واستغلال الأوقات، وحفز
الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات
أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق، بل جنة عرضها السماوات والأرض، بل لا
ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } [آل عمران:163]
[أ.د. إبتسام الجابري]
=====
مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و { الْحَمْدُ للّهِ } محبة، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } رجاء، و { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } خوف!
وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.
=====
أيها القلب الحزين :
إياك أن تنسى العلي، كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا، سافر راجلا، اخضر جوعا، فنادى منكسرا { رَبِّ } فحذف ياء النداء {إِنِّي } لتأكيد المسكنة ولم يقل : أنا، { لِمَا } لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ } بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة فكأنما تحققت، { مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24] ، فكان جزاء هذا الانكسار التام: أهلا ومالا، ونبوة وحفظا.
[د. عصام العويد]
=====
الموفق من الناس من يجتمع له التفكر في آيات الله الكونية، وتدبر آيات
القرآن، فالخارج للبر - مثلا - يحصل له ذلك حين يرى آثار رحمة الله بإحياء
الأرض بعد موتها، فيذكره بقدرة الله على إحياء الموتى، فيعتبر عندها بقوله
سبحانه :
{ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ
يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم:50]
=====
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات:40-41]
يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة
لا يعاقب عليه - إذا لم يتسبب فيها - بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت
النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله وعملا صالحا،
و ( مَقَامَ رَبِّهِ ) أي قيامه بين يديه تعالى للجزاء.
[ابن تيمية]
=====
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل:98]
وفائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء - وهو يتلو كتاب الله
- حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه، والانتفاع به؛ لأنك إذا
قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرآن ما لم يحصل لك
إذا قرأته وأنت غافل، وجرب تجد.
[ابن عثيمين]
=====
من أعظم ما يذكر به المتكبر والجاحد للنعم: تنبيهه على أصل خلقته، التي يستوي فيها الأغنياء
والفقراء، والملوك والسوقة، وهذا ما سلكه الرجل المؤمن - وهو يحاور صاحبه المتكبر - :
{ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } ؟ [الكهف:37]
[عمر المقبل]
=====
المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب :
{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا } [آل عمران:151]
والخالص من الشرك يحصل له الأمن :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام2]
[ابن تيمية]
=====
{ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ } [الطارق]
تأمل كيف نفت هذه الآية كل سبب يمكن أن يكون للإنسان يوم القيامة، فإنه نفى
القوة وهي ما عند الإنسان من داخله، ونفى الناصر وهو ما له من خارجه.
=====
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [يس]
تدبر كلمة : (وَآثَارَهُمْ) تجد أن للأعمال
أثرا بعد موت صاحبها حسنة كانت أم سيئة، وستكون ظاهرة له يوم القيامة،
فاحرص أن يكون لك أثر في دنياك ترى نفعه يوم القيامة.
[د. عبدالمحسن المطيري]
=====
"أجمع عقلاء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه"
ومصداق ذلك في القرآن :
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن]
[إبراهيم الحربي - من تلاميذ الإمام أحمد]
=====
هنا أشجار .. وهناك نجوم .. هذه شمس، وهذا قمر .. وتلك جبال .. هنا وهناك دواب كبار وصغار !
فإذا اجتمعت لك - كلها أو بعضها - وأنت في البرية، أو تسير في طريق، فتذكر أنها كلها تسجد لله، تأمل :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ }
[الحج:18]
=====
{ آتِنَا غَدَاءَنَا } [الكهف:62]
تدبر قصة مرسى مع فتاه وخادمه؛ تجد كرم الخلق ولطافة المعاملة وحسن الصحبة :
يخبره بتفاصيل مسيره، ويشركه في طعامه، ويعذره في خطئه، بل يدخل السرور
على نفسه إذهابا لروعه
{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } [الكهف:64]
وتأمل واقع كثير من الناس مع خدمهم، بل مع أبنائهم وطلابهم تدرك أين هم من أخلاق النبوة!؟
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ } [النحل9]
قال مسروق رحمه الله :
ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا علمه في القرآن، إلا أن علمنا يقصر عنه.
=====
التفت حولك !
هل ترى نملة أو حشرة صغيرة تحمل رزقها على ظهرها؟ بل ربما دفعته بمقدمة رأسها لعجزها عن حمله!
أي هم حملته هذه الدويبة الصغيرة لرزقها؟ وهل كان معها خرائط تهتدي بها؟
كلا .. إنها هداية الله الذي قدر فهدى، والذي قال:
{ وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } [العنكبوت:60]
فكيف يقلق عبد - في شأن رزقه - وهذا كلام ربه؟
=====
كلما كان الإنسان موحدا مخلصا لله؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة، وكلما كان بعيدا عن الله كان أكثر حيرة وضلالا، اقرأ إن شئت :
{ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ
يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ
حَيْرَانَ } [الأنعام:71]
[د. إبراهيم الدويش]
=====
تأمل قوله تعالى :
{ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ }
[الواقعة:69-70]
لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لكن قال: لو نشاء جعلناه أجاجا، أي مالحا لا يمكن أن يشرب، فما الحكمة في اختيار هذه اللفظة؟
الجواب:
لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لأن حسرة الإنسان على ماء بين يديه ولكن لا يستطيعه ولا يستسيغه أشد من حسرته على ماء مفقود.
[ابن عثيمين]
=====
الحب في قاموس أهل القرآن لا يضاهيه أي حب!
إنه حب يتصل بالملكوت الأعلى :
{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة:54]
وإمامهم فيه محمد صل الله عليه وسلم :
{ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران:31]
فلا ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين عن هذا الحب - الذي لا ينقطع لحظة واحدة - وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة!
وإمامهم فيه قسيس نصراني يدعى (فلنتاين) !
{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة:61] ؟
[د. عمر المقبل]
=====
يقف المؤمن خاضعا، والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في
تقليب الجو : برودة ودفئا، وصحوا وغيما، وصفاء وقترة، كل ذلك في فترات
قصيرة!
يغشاه ذلك وهو يتدبر قول ربه :
{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ } [النور:44]
=====
{ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران:37]
هذا من فضائل مريم، ومن جملة ما يزيد فضلها؛ لأن المتربي يكتسب خلقه وصلاحه ممن يربيه.
[ابن عاشور]
=====
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }[الفرقان:31]
تأمل ما في هذه الآية من سنة المدافعة ..
نعم: ادع الناس، لكن لا تتصور أن الدنيا ستستقيم بدعوتك!
فوالله لو أقام صالح في رأس جبل لقيض الله له من يعاديه في رأس الجبل!
[د. عائض القرني]
=====
من كف أذاه من الكفار، فإن المسلمين يقابلونه بالإحسان والعدل، ولا يحبونه بقلوبهم؛ لأن الله قال :
{ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } [الممتحنة]
ولم يقل توالونهم وتحبونهم، بل قال الله تعالى :
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ } [المجادلة:22]
فالصلة الدنيوية شيء، والمودة شيء آخر.
[د. صالح الفوزان]
=====
{ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } [يوسف1]
الكلام في الأشياء شهادة، فالشيء الذي لا تعرف حقيقته لا تخض فيه.
[د. محمد المختار الشنقيطي]
تأمل في حال كثير من المجالس أو المنابر الإعلامية لتدرك كم هم المخالفون لهذا الهدي القرآني؟ سواء في المسائل الشرعية أو غيرها!
=====
{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم:39]
يوم حسرتهم وندمهم على ما فرطوا في جنب الله، وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من
الجنة أهل الإيمان بالله والطاعة له، وحسرتهم يوم أدخلوا من النار، وأيقن
الفريقان بالخلود الدائم، والحياة التي لا موت بعدها، فيا لها من حسرة
وندامة!
[الطبري]
=====
من عيوب النفس أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها، فتترسخ فيها.
ودواء ذلك أن يرد تلك الخواطر في الابتداء، ويدفعها بالذكر الدائم، ويتذكر أن الله مطلع سريرته، وأن يعيش مع قول الله :
{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } [القصص:69]
{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [طه:7]
[عبدالعزيز السلمان]
=====
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } [الأنبياء:90]
ولم يقل : يسارعون إلى الخيرات؛ لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة، فهمّهم
المسارعة فيها، والازدياد منها، بخلاف من يسارع إلى شيء، فكأنه لم يكن فيه
أصلا، فهو يسرع إليه ليكون فيه.
[الشعراوي]
=====
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ } [الشورى:49]
في العطية من الله قدمت الأنثى، وحق لها والله أن تفتخر بهذا التكريم من
الله عز وجل، فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه الله عز وجل؛ لأن الله سمى
ذلك هبة، ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون إذا بشر
أحدهم بالأنثى.
[د.عويض العطوي]
=====
من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه - : { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ }؟ [هود:78]
أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو - في أحيان كثيرة - يذهب مروءة الإنسان،
ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد.
[د.عمر المقبل]
=====
{ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ } النساء:78]
هكذا قال المنافقون عن الرسول صل الله عليه وسلم، وهذا يتناول كل من جعل
طاعة الرسول، وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه، إما من السماء وإما من آدمي،
وهؤلاء كثيرون.
[ابن تيمية]
=====
{ اقْرَأْ } [العلق:1]
أول كلمة نزلت، تأمل في دلالتها، وحروفها : قراءة، ورقي، ورقية، فالقراءة: بوابة العلم.
وهو رقي ورفعة :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة]
ويوم القيامة يقال: "اقرأ وارق".
وهو أيضا: رقية وشفاء.
فما أعجب هذا القرآن! أربعة أحرف حوت سعادة الدارين.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
[مراجعة الاهتمامات]
يقول ابن تيمية : " من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في
سماع القرآن، ومن أدمن أخذ الحكمة والآداب من كلام فارس والروم لا يبقى
لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا
يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام،
ونظير هذا كثير ".
=====
في قوله تعالى عن المنافقين : { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ }[المنافقون:4]
شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم، وفراغ قلوبهم من الإيمان، ولم يكتف بجعلها
خشبا، حتى جعلها مسندة إلى الحائط، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في
سقف أو مكان ينتفع بها، وأما إذا كانت مهملة فإنها مسندة إلى الحيطان أو
ملقاة على الأرض.
[أبو حيان]
=====
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة:216]
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب،
والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم
ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم
منها ما لا يعلمه العبد.
[ابن القيم]
=====
كثيرا ما تختم الآيات بقوله : { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وفي ذلك دعوة للعلم الذي يبعث على العمل، وهذا يبين أهمية العلم بفضائل
الأعمال، وأنه أعظم دافع للعمل والامتثال، وهو منهج قرآني عظيم.
[د. محمد الربيعة]
=====
{ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } [طه7]
تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة، وخص الذكر بالشقاء فقال: (تشقى)
ولم يقل تشقيان؛ لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش، وأما
المرأة فهي في خدرها.
[ابن القيم]
وفي هذه لفتة لمن يدعو إلى خروج المرأة من منزلها إلى ميادين العمل بإطلاق، وكأن ذلك هو الأصل!
=====
في قوله تعالى :
{ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } [الأنبياء2]
المراد منه : كن أنت - أيها القائل - على الحق؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق !
[ابن هبيرة]
=====
" من نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث
آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت
هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة
إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك ".
[بكر أبو زيد]
=====
"لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق،
اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلا لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، إنها
امرأة فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، ولا المغريات حولها، أن تعلق
قلبها بربها، فأثمر ذلك : الثبات، ثم الجنة، بل وصارت قدوة لنساء العالمين
".
[د. عمر المقبل]
=====
" أمر الله تعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل،
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا
معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه
".
[ابن القيم]
=====
"ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه {الْأَعْمَى}
[عبس:2] ولم يذكر باسمه؛ ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع
على النبي حديثه مع صناديد مكة؛ وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه
في عصرنا بذوي الاحتياجات الخاصة".
[د. محمد الخضيري]
=====
{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } [الهمزة]
أي : مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج - عياذا بالله - ! تأمل لو أن إنسانًا
كان في حجرة أو في سيارة، ثم اتقدت النيران فيها، وليس له مهرب ولا مخرج،
ما حاله؟ حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة ! والله تعالى أخبرنا بهذا لا
لمجرد تلاوته، بل لنحذر من هذه الأوصاف الذميمة الواردة في هذه السورة
(سورة الهمزة).
[ابن عثيمين]
=====
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [الفلق:5]
العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون
العائن؛ لأنه أعم، فكل عائن حاسد ولابد، وليس كل حاسد عائنا، فإذا استعاذ
العبد من شر الحسد دخل فيه العين، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه
وبلاغته.
[ابن القيم]
=====
" سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية
والأسماء والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص، ولذا تشرع قراءتهما في أول يوم
في سنة الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيقا للتوحيد وتجديدا له "
[د. محمد الخضيري]
=====
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } [العلق:14]
آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط
النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل
أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو
سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا
القيام بما أنيط بنا من عمل.
[د. محمد الحمد]
=====
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم:42]
هذا إذا مصيرهم، وبئس المصير، هذه عدالة الله العظيم، فلتهدأ النفوس،
ولتسكن القلوب، ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح.
[د. سلمان العودة]
=====
{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } [آل عمران:139]
الأعلون فيما تدافعون عنه، فإنكم على الحق، وهم على الباطل.
الأعلون لمن تدفعون عنه، فقتالكم لله، وقتالهم للشيطان.
الأعلون فيما لكم، فقتلاكم في الجنة، وقتلاهم في النار!
[ابن عجيبة الفاسي]
=====
تأمل هذه الآية :
{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ } [فاطر ]
قف قليلا، وتفكر! كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية؟ وكم من أنثى تزحف، وأخرى تمشي،
وثالثة تطير، ورابعة تسبح! هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها؟ إنها
بالمليارات! وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى! فما أعظمه من درس في تربية
القلب بهذه الصفة العظيمة : صفة العلم.
[د.عمر المقبل]
=====
قدم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة :5 ]
لأن العبادة قسم الرب وحقه، والاستعانة مراد العبد، ومن الطبيعي أن يقدم
العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا، وهو هنا
التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة، فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة
طلب الاستعانة.
[ابن القيم]
=====
تدبر كم في القرآن من ذكر لجرائم اليهود :
في حق الله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
وملائكته : { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ }
وكتبه : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ }
ورسله : { فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
والمؤمنين : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ }
البلاد والعباد : { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا }.
أليسوا هم بذلك رؤوس الإرهاب بلا ارتياب؟
=====
{ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ
أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ
أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله
لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا
لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء:72، 73]
فهولاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم، بل إن
أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم، وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها، فهم
لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم، أو شر دنيوي ينصرف عنهم، ومن لم يسره ما يسر
المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم.
[ابن تيمية]
=====
{ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ } [الأنفال:65]
لم أشعر بحقيقة معنى هذه الآية كما شعرت بها وأنا في خندقي، أنتظر بشغف ملاقاة وحدات العدو،
وإني أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد، لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم؛ لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا.
[أحد المدافعين عن غزة]
=====
في مثل يوم العظيم - عاشوراء - قال موسى عليه السلام :
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }[الشعراء:62]
فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل
بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة،
والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟
والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟
إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ
مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:4]
ما أعظم ما تسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها من طمأنينة، ويقين بحكمة
الله وعلمه، وأنه سبحانه لا يعجل لعجلة عباده، وأن من وراء ما يحصل حكما
بالغة، تتقاصر دونها عقول البشر وأفهامهم.
[د. عمر المقبل
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
ما الفرق بين قوله تعالى :
{ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المجادلة:4]،
وقوله بعدها :
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ
أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة:5]؟
الفرق أن الكافرين على نوعين :
فالكافر غير المحاد لله ورسوله له عذاب أليم، أما الكافر المحاد والمعادي
لله ورسوله فله مع العذاب الأليم الكبت والإذلال والقهر والخيبة في الدنيا
والآخرة، فناسبت كل خاتمة ما ذكر قبلها.
[الإسكافي]
=====
حقيقة الصراط المستقيم هو : معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في
الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق
ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره.
[د. محمد الخضيري]
=====
إن موسى عليه السلام سأل أجلّ الأشياء فقال :
{ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } [الأعراف:143]،
وسأل أقل الأشياء فقال :
{ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24]؛
فنحن أيضا نسأل الله أجلّ الأشياء وهي خيرات الآخرة، وأقلها وهو خيرات الدنيا فنقول :
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً } [البقرة:201]
[الرازي]
=====
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [لقمان:6]
قيل: نزلت في النضر بن الحارث، كان يشتري أخبار الأعاجم كـ ( رستم
واسفنديار ) - بعض ملوك فارس - ويحدث بها قريشا ليستملحوا حديثه، ويتركوا
استماع القرآن.
[تفسير الطبري]
ما أشبه الليلة بالبارحة، فالنضر بن الحارث استبدله بعضهم بدور تنشر كتبا وروايات تفسد الأخلاق والعقائد، وتزهد في نصوص الوحي!
=====
ما أدق وصف الله للشعراء، تأمل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ } لغوايتهم { فِي كُلِّ وَادٍ } من أودية الشعر،
{ يَهِيمُونَ } [الشعراء:225]
فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة في صدق، وتارة في كذب، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون،
ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار، ولا يثبتون على حال من الأحوال { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا }
(227)
[السعدي]
=====
{ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } [الإنسان:19]
قال بعضهم : هذه من التشبيه العجيب؛ لأن اللؤلؤ إذا كان متفرقا كان أحسن في المنظر لوقوع شعاع بعضه على بعض.
[ينظر: تفسير الثعالبي]
=====
إذا شعرت بالملل من جراء كثرة أمرك أهل بيتك بالصلاة، وإيقاظهم لها - خصوصا صلاة الفجر - فتذكر قوله تعالى :
{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [طه:132]
ففي ذلك أعظم دافع للصبر والاحتساب، وطرد الملل، وتذكر عاجل الأجر ومآل الصبر بعد ذلك في الآية :
{ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }
[د. محمد الحمد]
=====
التسابق للحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات، واستغلال الأوقات، وحفز
الهمم لبلوغ أعلى المناصب والمراتب، لابد أن يدفعنا لتنافس أكبر لنيل درجات
أعظم ثمرتها ليست شهادة على ورق، بل جنة عرضها السماوات والأرض، بل لا
ينبغي أن تقف آمالنا إلا عند الفردوس الأعلى، تأمل { هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ } [آل عمران:163]
[أ.د. إبتسام الجابري]
=====
مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و { الْحَمْدُ للّهِ } محبة، و { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } رجاء، و { مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } خوف!
وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.
=====
أيها القلب الحزين :
إياك أن تنسى العلي، كن مثل كليم الرحمن؛ خرج خائفا، سافر راجلا، اخضر جوعا، فنادى منكسرا { رَبِّ } فحذف ياء النداء {إِنِّي } لتأكيد المسكنة ولم يقل : أنا، { لِمَا } لأي شيء { أَنزَلْتَ إِلَيَّ } بصيغة الماضي لشدة يقينه بالإجابة فكأنما تحققت، { مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص:24] ، فكان جزاء هذا الانكسار التام: أهلا ومالا، ونبوة وحفظا.
[د. عصام العويد]
=====
الموفق من الناس من يجتمع له التفكر في آيات الله الكونية، وتدبر آيات
القرآن، فالخارج للبر - مثلا - يحصل له ذلك حين يرى آثار رحمة الله بإحياء
الأرض بعد موتها، فيذكره بقدرة الله على إحياء الموتى، فيعتبر عندها بقوله
سبحانه :
{ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ
يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم:50]
=====
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات:40-41]
يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهى النفس عن الهوى، ونفس الهوى والشهوة
لا يعاقب عليه - إذا لم يتسبب فيها - بل على اتباعه والعمل به، فإذا كانت
النفس تهوى وهو ينهاها، كان نهيه عبادة لله وعملا صالحا،
و ( مَقَامَ رَبِّهِ ) أي قيامه بين يديه تعالى للجزاء.
[ابن تيمية]
=====
{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } [النحل:98]
وفائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء - وهو يتلو كتاب الله
- حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه، والانتفاع به؛ لأنك إذا
قرأته وقلبك حاضر حصل لك من معرفة المعاني والانتفاع بالقرآن ما لم يحصل لك
إذا قرأته وأنت غافل، وجرب تجد.
[ابن عثيمين]
=====
من أعظم ما يذكر به المتكبر والجاحد للنعم: تنبيهه على أصل خلقته، التي يستوي فيها الأغنياء
والفقراء، والملوك والسوقة، وهذا ما سلكه الرجل المؤمن - وهو يحاور صاحبه المتكبر - :
{ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا } ؟ [الكهف:37]
[عمر المقبل]
=====
المشرك يخاف المخلوقين ويرجوهم فيحصل له رعب :
{ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا } [آل عمران:151]
والخالص من الشرك يحصل له الأمن :
{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } [الأنعام2]
[ابن تيمية]
=====
{ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ } [الطارق]
تأمل كيف نفت هذه الآية كل سبب يمكن أن يكون للإنسان يوم القيامة، فإنه نفى
القوة وهي ما عند الإنسان من داخله، ونفى الناصر وهو ما له من خارجه.
=====
{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [يس]
تدبر كلمة : (وَآثَارَهُمْ) تجد أن للأعمال
أثرا بعد موت صاحبها حسنة كانت أم سيئة، وستكون ظاهرة له يوم القيامة،
فاحرص أن يكون لك أثر في دنياك ترى نفعه يوم القيامة.
[د. عبدالمحسن المطيري]
=====
"أجمع عقلاء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه"
ومصداق ذلك في القرآن :
{ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } [التغابن]
[إبراهيم الحربي - من تلاميذ الإمام أحمد]
=====
هنا أشجار .. وهناك نجوم .. هذه شمس، وهذا قمر .. وتلك جبال .. هنا وهناك دواب كبار وصغار !
فإذا اجتمعت لك - كلها أو بعضها - وأنت في البرية، أو تسير في طريق، فتذكر أنها كلها تسجد لله، تأمل :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ }
[الحج:18]
=====
{ آتِنَا غَدَاءَنَا } [الكهف:62]
تدبر قصة مرسى مع فتاه وخادمه؛ تجد كرم الخلق ولطافة المعاملة وحسن الصحبة :
يخبره بتفاصيل مسيره، ويشركه في طعامه، ويعذره في خطئه، بل يدخل السرور
على نفسه إذهابا لروعه
{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } [الكهف:64]
وتأمل واقع كثير من الناس مع خدمهم، بل مع أبنائهم وطلابهم تدرك أين هم من أخلاق النبوة!؟
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ } [النحل9]
قال مسروق رحمه الله :
ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا علمه في القرآن، إلا أن علمنا يقصر عنه.
=====
التفت حولك !
هل ترى نملة أو حشرة صغيرة تحمل رزقها على ظهرها؟ بل ربما دفعته بمقدمة رأسها لعجزها عن حمله!
أي هم حملته هذه الدويبة الصغيرة لرزقها؟ وهل كان معها خرائط تهتدي بها؟
كلا .. إنها هداية الله الذي قدر فهدى، والذي قال:
{ وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } [العنكبوت:60]
فكيف يقلق عبد - في شأن رزقه - وهذا كلام ربه؟
=====
كلما كان الإنسان موحدا مخلصا لله؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة، وكلما كان بعيدا عن الله كان أكثر حيرة وضلالا، اقرأ إن شئت :
{ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ
يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ
هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ
حَيْرَانَ } [الأنعام:71]
[د. إبراهيم الدويش]
=====
تأمل قوله تعالى :
{ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ }
[الواقعة:69-70]
لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لكن قال: لو نشاء جعلناه أجاجا، أي مالحا لا يمكن أن يشرب، فما الحكمة في اختيار هذه اللفظة؟
الجواب:
لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لأن حسرة الإنسان على ماء بين يديه ولكن لا يستطيعه ولا يستسيغه أشد من حسرته على ماء مفقود.
[ابن عثيمين]
=====
الحب في قاموس أهل القرآن لا يضاهيه أي حب!
إنه حب يتصل بالملكوت الأعلى :
{ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة:54]
وإمامهم فيه محمد صل الله عليه وسلم :
{ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران:31]
فلا ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين عن هذا الحب - الذي لا ينقطع لحظة واحدة - وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة!
وإمامهم فيه قسيس نصراني يدعى (فلنتاين) !
{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة:61] ؟
[د. عمر المقبل]
=====
يقف المؤمن خاضعا، والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في
تقليب الجو : برودة ودفئا، وصحوا وغيما، وصفاء وقترة، كل ذلك في فترات
قصيرة!
يغشاه ذلك وهو يتدبر قول ربه :
{ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ } [النور:44]
=====
{ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران:37]
هذا من فضائل مريم، ومن جملة ما يزيد فضلها؛ لأن المتربي يكتسب خلقه وصلاحه ممن يربيه.
[ابن عاشور]
=====
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }[الفرقان:31]
تأمل ما في هذه الآية من سنة المدافعة ..
نعم: ادع الناس، لكن لا تتصور أن الدنيا ستستقيم بدعوتك!
فوالله لو أقام صالح في رأس جبل لقيض الله له من يعاديه في رأس الجبل!
[د. عائض القرني]
=====
من كف أذاه من الكفار، فإن المسلمين يقابلونه بالإحسان والعدل، ولا يحبونه بقلوبهم؛ لأن الله قال :
{ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } [الممتحنة]
ولم يقل توالونهم وتحبونهم، بل قال الله تعالى :
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ
كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ } [المجادلة:22]
فالصلة الدنيوية شيء، والمودة شيء آخر.
[د. صالح الفوزان]
=====
{ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } [يوسف1]
الكلام في الأشياء شهادة، فالشيء الذي لا تعرف حقيقته لا تخض فيه.
[د. محمد المختار الشنقيطي]
تأمل في حال كثير من المجالس أو المنابر الإعلامية لتدرك كم هم المخالفون لهذا الهدي القرآني؟ سواء في المسائل الشرعية أو غيرها!
=====
{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم:39]
يوم حسرتهم وندمهم على ما فرطوا في جنب الله، وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من
الجنة أهل الإيمان بالله والطاعة له، وحسرتهم يوم أدخلوا من النار، وأيقن
الفريقان بالخلود الدائم، والحياة التي لا موت بعدها، فيا لها من حسرة
وندامة!
[الطبري]
=====
من عيوب النفس أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها، فتترسخ فيها.
ودواء ذلك أن يرد تلك الخواطر في الابتداء، ويدفعها بالذكر الدائم، ويتذكر أن الله مطلع سريرته، وأن يعيش مع قول الله :
{ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } [القصص:69]
{ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [طه:7]
[عبدالعزيز السلمان]
=====
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } [الأنبياء:90]
ولم يقل : يسارعون إلى الخيرات؛ لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة، فهمّهم
المسارعة فيها، والازدياد منها، بخلاف من يسارع إلى شيء، فكأنه لم يكن فيه
أصلا، فهو يسرع إليه ليكون فيه.
[الشعراوي]
=====
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ } [الشورى:49]
في العطية من الله قدمت الأنثى، وحق لها والله أن تفتخر بهذا التكريم من
الله عز وجل، فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه الله عز وجل؛ لأن الله سمى
ذلك هبة، ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون إذا بشر
أحدهم بالأنثى.
[د.عويض العطوي]
=====
من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه - : { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ }؟ [هود:78]
أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو - في أحيان كثيرة - يذهب مروءة الإنسان،
ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد.
[د.عمر المقبل]
=====
{ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ } النساء:78]
هكذا قال المنافقون عن الرسول صل الله عليه وسلم، وهذا يتناول كل من جعل
طاعة الرسول، وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه، إما من السماء وإما من آدمي،
وهؤلاء كثيرون.
[ابن تيمية]
=====
{ اقْرَأْ } [العلق:1]
أول كلمة نزلت، تأمل في دلالتها، وحروفها : قراءة، ورقي، ورقية، فالقراءة: بوابة العلم.
وهو رقي ورفعة :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة]
ويوم القيامة يقال: "اقرأ وارق".
وهو أيضا: رقية وشفاء.
فما أعجب هذا القرآن! أربعة أحرف حوت سعادة الدارين.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
[مراجعة الاهتمامات]
يقول ابن تيمية : " من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في
سماع القرآن، ومن أدمن أخذ الحكمة والآداب من كلام فارس والروم لا يبقى
لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا
يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام،
ونظير هذا كثير ".
=====
في قوله تعالى عن المنافقين : { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ }[المنافقون:4]
شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم، وفراغ قلوبهم من الإيمان، ولم يكتف بجعلها
خشبا، حتى جعلها مسندة إلى الحائط، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في
سقف أو مكان ينتفع بها، وأما إذا كانت مهملة فإنها مسندة إلى الحيطان أو
ملقاة على الأرض.
[أبو حيان]
=====
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ
يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة:216]
في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب،
والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم
ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم
منها ما لا يعلمه العبد.
[ابن القيم]
=====
كثيرا ما تختم الآيات بقوله : { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وفي ذلك دعوة للعلم الذي يبعث على العمل، وهذا يبين أهمية العلم بفضائل
الأعمال، وأنه أعظم دافع للعمل والامتثال، وهو منهج قرآني عظيم.
[د. محمد الربيعة]
=====
{ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } [طه7]
تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة، وخص الذكر بالشقاء فقال: (تشقى)
ولم يقل تشقيان؛ لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش، وأما
المرأة فهي في خدرها.
[ابن القيم]
وفي هذه لفتة لمن يدعو إلى خروج المرأة من منزلها إلى ميادين العمل بإطلاق، وكأن ذلك هو الأصل!
=====
في قوله تعالى :
{ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } [الأنبياء2]
المراد منه : كن أنت - أيها القائل - على الحق؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق !
[ابن هبيرة]
=====
" من نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث
آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت
هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة
إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك ".
[بكر أبو زيد]
=====
"لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق،
اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلا لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، إنها
امرأة فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، ولا المغريات حولها، أن تعلق
قلبها بربها، فأثمر ذلك : الثبات، ثم الجنة، بل وصارت قدوة لنساء العالمين
".
[د. عمر المقبل]
=====
" أمر الله تعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل،
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا
معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه
".
[ابن القيم]
=====
"ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه {الْأَعْمَى}
[عبس:2] ولم يذكر باسمه؛ ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع
على النبي حديثه مع صناديد مكة؛ وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه
في عصرنا بذوي الاحتياجات الخاصة".
[د. محمد الخضيري]
=====
{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } [الهمزة]
أي : مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج - عياذا بالله - ! تأمل لو أن إنسانًا
كان في حجرة أو في سيارة، ثم اتقدت النيران فيها، وليس له مهرب ولا مخرج،
ما حاله؟ حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة ! والله تعالى أخبرنا بهذا لا
لمجرد تلاوته، بل لنحذر من هذه الأوصاف الذميمة الواردة في هذه السورة
(سورة الهمزة).
[ابن عثيمين]
=====
{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [الفلق:5]
العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون
العائن؛ لأنه أعم، فكل عائن حاسد ولابد، وليس كل حاسد عائنا، فإذا استعاذ
العبد من شر الحسد دخل فيه العين، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه
وبلاغته.
[ابن القيم]
=====
" سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية
والأسماء والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص، ولذا تشرع قراءتهما في أول يوم
في سنة الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيقا للتوحيد وتجديدا له "
[د. محمد الخضيري]
=====
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } [العلق:14]
آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط
النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل
أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو
سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا
القيام بما أنيط بنا من عمل.
[د. محمد الحمد]
=====
{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم:42]
هذا إذا مصيرهم، وبئس المصير، هذه عدالة الله العظيم، فلتهدأ النفوس،
ولتسكن القلوب، ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح.
[د. سلمان العودة]
=====
{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } [آل عمران:139]
الأعلون فيما تدافعون عنه، فإنكم على الحق، وهم على الباطل.
الأعلون لمن تدفعون عنه، فقتالكم لله، وقتالهم للشيطان.
الأعلون فيما لكم، فقتلاكم في الجنة، وقتلاهم في النار!
[ابن عجيبة الفاسي]
=====
تأمل هذه الآية :
{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ } [فاطر ]
قف قليلا، وتفكر! كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية؟ وكم من أنثى تزحف، وأخرى تمشي،
وثالثة تطير، ورابعة تسبح! هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها؟ إنها
بالمليارات! وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى! فما أعظمه من درس في تربية
القلب بهذه الصفة العظيمة : صفة العلم.
[د.عمر المقبل]
=====
قدم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة :5 ]
لأن العبادة قسم الرب وحقه، والاستعانة مراد العبد، ومن الطبيعي أن يقدم
العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا، وهو هنا
التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة، فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة
طلب الاستعانة.
[ابن القيم]
=====
تدبر كم في القرآن من ذكر لجرائم اليهود :
في حق الله : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
وملائكته : { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ }
وكتبه : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ }
ورسله : { فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
والمؤمنين : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ }
البلاد والعباد : { كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا }.
أليسوا هم بذلك رؤوس الإرهاب بلا ارتياب؟
=====
{ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ
أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ
أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله
لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا
لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء:72، 73]
فهولاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم، بل إن
أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم، وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها، فهم
لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم، أو شر دنيوي ينصرف عنهم، ومن لم يسره ما يسر
المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم.
[ابن تيمية]
=====
{ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ } [الأنفال:65]
لم أشعر بحقيقة معنى هذه الآية كما شعرت بها وأنا في خندقي، أنتظر بشغف ملاقاة وحدات العدو،
وإني أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد، لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم؛ لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا.
[أحد المدافعين عن غزة]
=====
في مثل يوم العظيم - عاشوراء - قال موسى عليه السلام :
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }[الشعراء:62]
فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل
بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة،
والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟
والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟
إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون.
[أ.د. ناصر العمر]
=====
{ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ
مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:4]
ما أعظم ما تسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها من طمأنينة، ويقين بحكمة
الله وعلمه، وأنه سبحانه لا يعجل لعجلة عباده، وأن من وراء ما يحصل حكما
بالغة، تتقاصر دونها عقول البشر وأفهامهم.
[د. عمر المقبل
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } [التوبة1]
" العاقل لا يرى لنفسه ثمنا دون الجنة ".
[ابن حزم]
والأرض المقدسة أولى ما أنفق فيها مؤمن.
=====
ذم الله قوما تسخطوا القدر، واعترضوا على قضاء الله في حق المجاهدين، وخذلوا بكلامهم فقالوا :
{ لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } [آل عمران:156]
وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة!!
=====
ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور الألم الجسدي والنفسي؛ لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن الألم متبادل :
{ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ } [النساء4]
فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم، فهو ما يميزهم عن غيرهم.
[د. عويض العطوي]
=====
قوله تعالى : { وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا } [الفرقان:55]
هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائما مع الله على نفسه
وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه،
والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور.
[ابن القيم]
=====
قد يتعجب بعضهم ويتساءل: لماذا لا ينتقم الله لأوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في هذه الدنيا؟
والجواب: أن الله تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لأوليائه، فقد يدركون انتقام الله لهم، وقد لا يدركه
إلا من يأتي بعدهم، والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ، ولو فنيت الأبدان، ومن تدبر قصة تحريق أصحاب الأخدود - الموحدين - تبين
له الجواب جليا.
=====
لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ { الْغَافِلَات }؟ [النور:23]
إنه وصف عظيم لطيف محمود يُجَسّد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب
فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن ملوثات الطباع
السافلة.
وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة
لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار
وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار؟!ألا ساء ما يزرون!!
[د. صالح ابن حميد]
=====
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:9]
ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو لإخواننا في غزة؛ فإننا إن حققنا {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} فإننا لنرجو أن يقال لنا : {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}
فأين الأنفس المنكسرة، والقلوب المستغيثة، والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد؟!
=====
من عمق علم السلف بكتاب الله، تنصيصهم على أن حضور أعياد الكفار من جملة
الزور الذي مدح الله عباد الرحمن بعدم شهوده، كما قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } [الفرقان:72] لأن الزور هو كل باطل من قول أو فعل.
فهل يدرك الذين يشهدون أعياد الكفار - من أبناء المسلمين - أن ذلك إثم ونقص في عبوديتهم؟
=====
قال تعالى :
{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا } [الإنسان:19]
تأمل .. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لاشك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى! جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.
[د. عمر المقبل]
=====
"هل قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16] تخفيف أم تكليف؟
يحتمل الأمرين، فإن قلنا المعنى : لا تقصروا عما تستطيعون، فهذا تكليف، وإن
قلنا المعنى: لا يلزمكم فوق ما تستطيعون، فهو تخفيف، وأكثر الناس يستدلون
بهذه الآية في التخفيف دون التكليف"
[ابن عثيمين]
=====
استعمل لفظ "الأمَّة" في القرآن أربعة استعمالات:
[1] الجماعة من الناس، وهو الاستعمال الغالب، كقوله:
{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ }
[2] في البرهة من الزمن، كقوله:
{ وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ }
[3] في الرجل المقتدى به، كقوله:
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً }
[4] في الشريعة والطريقة، كقوله:
{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ }
[الشنقيطي]
=====
كان الحسن البصري يعظ فيقول: المبادرة، المبادرة! فإنما هي الأنفاس، لو
حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله تعالى! رحم الله امرأ
نظر إلى نفسه، وبكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ هذه الآية:
{ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا } [مريم4]
يعني الأنفاس، آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد د*****ك في قبرك".
=====
كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى :
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3] -
إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي:
"ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء".
[صيد الخاطر]
=====
قال تعالى - في قصة موسى مع السحرة - :
{ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } [طه:65]
والحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا فرغوا من
بهرجهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له، وانتظار منهم لمجيئه، فيكون
أوقع في النفوس، وكذا كان".
[ابن كثير]
=====
وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك - فتدبره حتى يتبين لك؛ لقوله تعالى :
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
[النساء2]
فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون :
{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران:7]
واعلم أن القصور في علمك، أو في فهمك.
[ابن عثيمين]
=====
كثير من الناس حينما يستعيذ بالله من الشيطان، يستعيذ وفي نفسه نوع رهبة من
الشيطان، وهذه الحال لا تليق أبدا بصاحب القرآن، الذي يستشعر أنه يستعيذ -
أي يلوذ ويعتصم ويلتجئ - برب العالمين، وأن هذا الشيطان في قبضة الله، كيف
لا وهو يقرأ قوله ربه - الذي خلق هذا العدو -
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } [النساء:76]؟
[د. عمر المقبل]
=====
"في قوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء:48]
نعمة عظيمة من وجهين :
أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا.
والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع".
[ابن الجوزي]
=====
{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ
بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا
وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء:32]
"فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق
الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو
إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟"
[بكر بن عبدالله أبو زيد]
=====
تدبر قوله تعالى :
{ولا تتبعوا خطوات الشيطان} [البقرة:168]
فتسمية استدراج الشيطان "خطوات" فيه إشارتان:
[1] الخطوة مسافة يسيرة، وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة، أو المعصية، حتى تألفها النفس.
[2] قوله : (خطوات) دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية.
[فهد العيبان]
=====
تأمل دقة يوسف لما قال:
{معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79]
فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقاً في عبارته، فلم
يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في
كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا
[أ.د. ناصر العمر]
=====
قال وهب بن منبه في قوله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف:204]
" من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم ".
=====
قوله تعالى: { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } [يونس]
تأمل التعبير بقوله (مر)، وما يوحي به من سرعة نسيان العبد لفضل الله عليه!
[د. محمد الخضيري]
=====
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت} [لقمان:34]
كان البخاري ينشد :
"اغتنم في الفراغ فضل ركوع * فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غير سقم * ذهبت نفسه الصحيحة فلتة"
وهكذا كان البخاري رحمه الله؛ فقد كان من أهل الركوع، وكان موته ليلة عيد الفطر بغتة.!
[انظر مقدمة الفتح]
=====
الكريم يتغافل عن تقصير أهله وصحبه، ولا يستقصي حقوقه، قال الحسن البصري
رحمه الله: "ما استقصى كريم قط! قال الله تعالى عن نبينا صل الله عليه وسلم
- لما أخطأت بعض أزواجه - : { عرف بعضه وأعرض عن بعض } [التحريم:3]!"
=====
{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } [النازعات:46]
تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم
عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة
الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى!
[سيد قطب]
=====
{ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } [البقرة:148]
إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم وعباداتهم، ما بين صلوات وتعليم ودعوة
وإغاثة، وكل ميسر لما خلق له؛ لكن المهم أن يكون المرء سابقا في المجال
الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب، وهنا يربينا القرآن لنكون الأوائل
دائما.
[د.محمد السيد]
=====
أتحب أن يعفو الله عنك، ويغفر لك؟ إنه عمل سهل؛ لكنه عند الله عظيم! وهذا
يتحقق لك بأن تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك، أو أساء إليك، أو ظلمك،
فإن استثقلت نفسك هذا، فذكرها قول ربها:
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [النور:22]
[د.محمد العواجي]
=====
{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } [الحشر]
فهذا حال جبال الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها،
فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال! تسمع فلا تلين! ومن لم يلن لله
في هذه الدار قلبه فليستمتع قليلا، فإن أمامه الملين الأعظم - النار عياذا
بالله منها-!
[ابن القيم]
=====
{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } [الذاريات:50]
كل شيء تخاف منه فإنك تفر عنه، إلا الله؛ فإنك تخاف منه فتفر إليه! [السعدي]
أفر إليك منك وأين إلا * إليك يفر منك المستجير
=====
يا صاحب القرآن :
إذا أخذت في تلاوة أو استماع حزب المفصل (ق-الناس) فتنبه فإنه مسك ختامه، وأفضل أحزابه،
قال ابن مسعود فيه: "هو لباب القرآن" وسماه ابن عباس "المحكم" لندرة
متشابهه، ولا يزهدنك فيه قصر سوره، فالمعوذتان أحب إلى الله من سورتي هود
ويوسف بالنص الثابت عن رسوله، وقد تواتر أن غالب قراءته صل الله عليه وسلم
في الفريضة كانت من المفصل.
فأحضر قلبك وتدبر تجد (عجبا يهدي إلى الرشد).
[د.عصام العويد]
=====
{ قال رب اغفر لي ولأخي } [الأعراف:151]
قال كعب: رب قائم مشكور له، ونائم مغفور له، وذلك لأن الرجلين يتحابان في
الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد من دعائه شيئا،
فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال : رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له
وهو نائم.
[حلية الأولياء]
=====
في قوله تعالى : { خافضة رافعة } [الواقعة:3]
تعظيم لشأن يوم القيامة، وترغيب وترهيب؛ ليخاف الناس في الدنيا من أسباب
الخفض في الآخرة، ويرغبوا في أسباب الرفع فيها، فيطيعوا الله؛ فيا مغترا
برفعته في الدنيا احذر الخفض الذي لا رفع بعده.
=====
( 79 ) تسعة وسبعون آية تتحدث عن "استماع" الوحي كيف يجب أن يكون؟ جاء فيها السماع على أنواع ثلاثة :
1- سماع صوت وهو للأذن.
2- وسماع فهم وهو للذهن.
3- وسماع استجابة وهو للقلب والجوارح.
فالأولان وسيلة والأخير هو المنجي فقط، ولم أرها مجموعة إلا في الأنفال [19-23] نحن في أيام سماع فلا تحرم "قلبك" سماع القرآن.
[د.عصام العويد]
=====
تأمل في استسقاء موسى لقومه، ودعاء إبراهيم لأهل مكة بالأمن والرزق، وعلاج
عيسى للأكمه والأبرص؛ ألا يدلك هذا أن على الدعاة وطلبة العلم أن يحرصوا
على إصلاح دنيا الناس مع حرصهم على دينهم؟ ففيها معاشهم وقوام عبادتهم،
وهذا داع إلى خلطتهم أيضا.
[د.محمد السيد]
=====
يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله
إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه، وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع :
إلقاء في البئر، وبيعه مملوكاً، وتعريضه للفتن وسجنه، واتهامه بالسرقة..
بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع :
{ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم }
يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى ؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟
[أ.د.ناصر العمر]
=====
قال تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين } [الأحقاف:29]
وقال : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا } [الجن:1]
حين تقرأ كلام أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب! أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا؟
مع أنهم يقينا لم يسمعوا إلا شيئا يسيرا من القرآن !
إنك - لو تأملت - لانكشف لك سر هذا: إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما
سمعوه، وشعورهم أنهم معنيون بتلك الآيات، فهل قال أحد منا : إنا سمعنا
قرآنا عجبا؟
[د.عمر المقبل]
=====
إذا رأينا للشيطان علينا غلبة وسلطانا، فلنتحقق من عبوديتنا لله تعالى، فإن الله يقول :
{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } [الإسراء:65]
[أنس العمر]
=====
{ والآخرة خير وأبقى } [الأعلى:17]
لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى،
على ذهب يفنى، فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟!
[مالك بن دينار]
=====
{ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } [الشعراء8-89]
لا يكون القلب سليما إذا كان حقودا حسودا، معجبا متكبرا، وقد شرط النبي صل
الله عليه وسلم في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والله الموفق
برحمته. [ابن العربي]
فالآن : ليعلنها المسلم طهارة لقلبه من كل غل يخدش سلامة قلبه على أخيه.
=====
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } [التحريم:6]
جاءت كلمة (نارا) منكرة دلالة على عظمها وفظاعتها، كونها نارا كاف للخوف منها؛ لكنها مع ذلك وصفت بوصفين عظيمين :
{ وقودها الناس والحجارة }،
{ عليها ملائكة غلاظ شداد }،
ألا ما أشد هذا الوصف وما أفظعه! حتى قيل أنه أعظم وصف للنار فيما يتعلق بالمؤمنين.
[د.عويض العطوي]
=====
{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [الزخرف:67]
قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :
{ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }[الشعراء0-101]
=====
قال ابن تيمية رحمه الله : تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى، ثم رأيته في الفاتحة :
{ إياك نعبد وإياك نستعين } [5]
ويشهد لقول ابن تيمية : الدعاء الذي أوصى نبينا معاذا أن يقوله دبر كل صلاة
: ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )، فليتدبر المؤمن هذه الآية
العظيمة وذلك الدعاء.
=====
خمس خطوات عملية لتدبر القرآن:
1- افتح صفحات القلب مع فتحك أوراق المصحف، هذا ركن التدبر الأكبر.
2- ليكن بين يديك كتاب مختصر في التفسير كالمصباح المنير.
3- كثير من السور لها فضائل وخصائص ومقاصد، فمثلا : قبل قراءة سورة الأنعام قف طويلا في معنى الآثار الواردة في فضلها.
4- اقرأ على مكث، رتل ولا تعجل.
5- بعد القراءة انظر إلى الأثر، فإن وجدت أثرا في قلبك وإلا فعد رتلها ثانية وثالثة.
[ عصام العويد ]
=====
كثيرا ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة، خاصة مع
تكررها في مثل التراويح، طلبا لتدبر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبر قنوت!!
مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر؛ لأنها أعظم سورة، والله تعالى يقول :
{ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } [ الحجر : 87 ]
والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم.
[ باسل الرشود ]
=====
رمضان بإطلالته المباركة فرصة ومنحة، لأن يطهر المسلم نفسه بالنهار ليعدها لتلقي هدايات القرآن في قيام الليل :
{ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } [ المزمل : 6 ]
وناشئة الليل : ساعاته، فهي أجمع للقلب على التلاوة، فكأن الصيام في النهار تخلية، والقيام بالقرآن في الليل تحلية.
[ د. سعود الشريم ]
=====
وصف سبحانه رمضان فقال : { أياما معدودات } [ البقرة : 184 ]
كناية عن قلة أيامه ويسرها، فالمغبون من فرط في تلك الأيام دون جد أو تحصيل، وسيدرك غبنه حين يقول: { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } [ الزمر : 56 ] و { ذلك يوم التغابن } [ التغابن : 9 ]
[ أ.د. ناصر العمر ]
=====
{ وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت }[ الحج : 5 ]
تذكرت هذه الآية، وأنا أنظر إلى المسلمين، كيف تغير دولاب حياتهم من حين
دخل رمضان، لقد انصهروا من جديد! فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام الإسلام
إذا صدقت النوايا، وخلي بين الناس وبين الخير!
=====
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } [ البقرة : 185 ]
من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سائر الشهور، بأن اختاره
لإنزال القرآن العظيم فيه، واختصه بذلك، ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله الله
فقال: (هدى) لقلوب من آمن به،
(وبينات) لمن تدبرها على صحة ما جاء به، ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام.
[ ابن كثير ]
=====
من أعظم موانع الخشوع : كثرة اللغو، والحديث الذي لا منفعة فيه؛ ولذلك ذكر
من صفات المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم، فقال :
{ قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون }
[المؤمنون:1-3]
[د.محمد الخضيري]
=====
قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } [ الكهف : 82 ]
فيه فوائد، منها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته وما يتعلق
به، ومنها: أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم؛ لأنه علل أفعاله
بالجدار بقوله :
{ وكان أبوهما صالحا }
[ السعدي ]
=====
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز، ختم الآية بقوله :
{إن الله كان عليا كبيرا} [النساء : 34]
فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيبا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها.
=====
إن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا أحسن عمله؛ لأن طول العمر أحياناً يكون شراً للإنسان وضرراً عليه، كما قال تعالى:
{ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [آل عمران:178]
فهؤلاء الكفار يملي الله لهم – أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر
والبنين والزوجات - لا لخير لهم، ولكنه لشر لهم؛ لأنهم سوف يزدادون بذلك
إثماً.
[ابن عثيمين]
=====
{ إن شانئك هو الأبتر } [الكوثر:3]
من شنآن النبي شنآن دينه، وعلق ابن تيمية على هذه الآية فقال : الحذر الحذر
أيها الرجل، من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو
ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات،
أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله.
=====
قال تعالى :
{الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى} [الأعلى : 12- 13]
كلما أصاب مسلم لفح الحر تذكّر النار التي لا أكبر منها، فإن شدة الحر من
فيح جهنم، وكذلك فإنه لا يفر من حر بلاده إلى مصايف يعصي الله تعالى فيها
ويفتن أهله وولده، فيكون كالمستجير من رمضاء الدنيا بنار الآخرة، بل كلما
ذكّرته نفسه الحر ذكّرها بقوله تعالى :
{قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون} [التوبة : 81]
=====
من أجمل صفات المؤمنين : استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم؛ فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله : {فأردت أن أعيبها} [الكهف:79]،
وأما الخير فأضافه إلى الله بقوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} [الكهف2]،
وقال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء0]، فنسب المرض إليه والشفاء إلى الله،
وقالت الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} [الجن]
مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
[السعدي]
=====
لو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره، لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من
عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك :
{أحصاه الله ونسوه} [المجادلة:6]
[أبو حامد الغزالي]
=====
{فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} [هود1]
والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدّوا في السير، فإن الملتفت للوراء لا
يخلو من أدنى وقفة، أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق
قلوبهم لهم. [الألوسي]
وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛ لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، و بما أورثت وهناً.
=====
يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا
للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم
بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام؟ بقي ثمانين سنة في البلاء،
ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله، وقال :
{ عسى الله أن يأتيني بهم جميعا } [يوسف3]
فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء،
متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء.
[ابن الجوزي]
=====
إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً، و لا نافعاً، ولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} [الكهف:28]
أي انفرط عليه وصار مشتتاً، لا بركة فيه، وليعلم أن البعض قد يذكر الله؛ لكن يذكره بقلب غافل ، لذا قد لا ينتفع
[ابن عثيمين]
=====
{لولا أن مَنّ اللهُ علينا لخسف بنا}[القصص2]
وهم بالأمس يتضرعون :
{يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}
[القصص:79]
قف متأملا متدبراً:
كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها؟ بل قد يسيء البعض بربه الظن،
فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط! وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته
لنفسه، كما صرف الشر عن أصحاب قارون، ولكن {ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص0]
[أ.د. ناصر العمر]
=====
قال مطرف بن عبد الله في قوله تعالى :
{وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} [الكهف0] :
"إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم وُلِد، وحزنا عليه يوم قُتِل، ولو عاش
لكان فيه هلاكهما، فليرضَ رجلٌ بما قسم الله له، فإن قضاء الله للمؤمن خير
من قضائه لنفسه، وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب"
[الدر المنثور]
=====
{أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} [الكهف: 71]
هنا ملمح لطيف : فموسى عليه السلام قال: لتغرق أهلها، ولم يذكر نفسه ولا
صاحبه، رغم أنهما كانا على ظهر السفينة؛ لأن هذه أخلاق الأنبياء: يهتمون
بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.
[د.عويض العطوي]
=====
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي }
وعبر بالنبي دون اسمه صل الله عليه و سلم، على خلاف الغالب في حكايته تعالى
عن أنبيائه عليهم السلام؛ إشعاراً بما اختص به صل الله عليه وسلم
من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـ( ال) إشارة إلى أنه المعروف الحقيق بهذا الوصف.
[الألوسي]
=====
إن يونس لما كانت ذخيرته خيرا نجا بها:
{ فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات:143-144]
وفرعون لما لم تكن ذخيرته خيرا، لم يجد عند الشدة مخلصا بل قيل له: { آلآن وقد عصيت قبل } [يونس:91]
فاجعل لك ذخائر خير من تقوى، تجد تأثيرها ..
[ابن الجوزي]
=====
من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا، والظلمات جمعا، ويذكران عادة في مقابل بعضهما :
{وجعل الظلمات والنور} [الأنعام:1]، {يخرجهم من الظلمات إلى النور} [المائدة:16]
وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق، وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل.
[د.عويض العطوي]
=====
لا تظن أن قوله تعالى : {إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم} يختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة: الدنيا، والبرزخ، والآخرة، وأولئك في جحيم في دورهم الثلاثة !
وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟
[ابن القيم]
=====
هل يسرك أن يعلم الناس ما في صدرك - مما تحرص على كتمانه ولا تحب نسبته إليك - ؟!
قطعاً لا تحب، بل ستتبرأ منه لو ظهر؟
إذن قف مع هذه الآية متدبرا، وتأمل ذلك المشهد العظيم:
(يوم تبلى السرائر) ، (وحصل ما في الصدور)
أتريد النجاة من هذا كله؟ كن كإبراهيم عليه السلام: (إذ جاء ربه بقلب سليم) وهنا، لن تر ما يسوؤك.
[أ.د.ناصر العمر]
=====
"العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي، كما قال تعالى:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10]
أما العقل الذي لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي، فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه، وليس هو العقل بمعنى الكلمة"
[الشنقيطي]
=====
قال موسى للخضر لما خرق السفينة:
{لقد جئت شيئا إمرا}[الكهف:71]
وقال له لما قتل الغلام:
{لقد جئت شيئا نكرا}[الكهف:74]
فما الفرق بينهما؟
الإمر أهون من النكر، وقد لا يكون منكرا كالنكر، وإنما يتعجب منه ومن الغرض
منه، والنكر هنا أشد؛ لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام، بخلاف خرق
السفينة فإنها لم تغرق بذلك.
=====
في قوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} [العاديات:6]
قال قتادة والحسن: الكفور للنعمة .[الدر المنثور]
وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان
كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك
الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟
=====
الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من
السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها
لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم:
{وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر:31]
[محمد الغزالي]
=====
{عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة:43]
هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟
بدأ بالعفو قبل المعاتبة.
[مورق العجلي]
=====
{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} [هود7]
تأمل في الجملة الأخيرة (وأهلها مصلحون) ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير، فكن صالحا مصلحا، وراشدا مرشدا.
=====
{ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:46]
قال غير واحد من السلف : هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فيدعها من خوفه.
[الدر المنثور]
=====
تأمل قول يوسف عليه السلام:
{وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}
[يوسف0]
فلم يذكر خروجه من الجب، مع أن النعمة فيه أعظم، لوجهين:
أحدهما: لئلا يستحيي إخوته، والكريم يغضي عن اللوم، ولاسيما في وقت الصفاء.
والثاني: لأن السجن كان باختياره، فكان الخروج منه أعظم، بخلاف الجب.
[الزركشي]
=====
في قوله تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف:49]
قال قتادة رحمه الله: اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلما،
فإن الله لا يظلم أحدا، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على
صاحبها حتى تهلكه.
[الدر المنثور]
=====
قوله تعالى: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف7]
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب
عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه تعالى. [صالح
المغامسي]
=====
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق:4]
إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة،
وأن الله يعطيك من الخير وإن- كنت لا تحتسبه- فهذه لا شك بشرى،
وإذا رأيت عكس ذلك، فصحح مسارك فإن فيك بلاء،
وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية.
[ابن عثيمين]
=====
من فوائد قصة موسى مع الخضر: أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم،
فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به
كل أمر سعى فيه
[ابن سعدي]
=====
{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ }
[الذاريات : 35-36]
دون أن يقول : فأخرجنا لوطا وأهل بيته، قصدا للتنويه بشأن الإيمان
والإسلام، أي أن الله نجاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم، لا
لأجل أنهم أهل لوط.
[ابن عاشور]
=====
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}
[الرعد : 17]
قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله، احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها
وشكها، فأما الشك فما ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله.
[الدر المنثور]
=====
إذا تأملت قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء : 101]
وأضفت له قوله تعالى :
{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ
الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ
أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد : 10]
تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد
عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى.
[ابن حزم]
=====
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ
عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
[الكهف : 28]
هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة!
بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة
مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت
صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا!
[د. عمر المقبل]
=====
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين، فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟
تأمل {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} [المؤمنون : 113]
فيا طول حسرة المفرطين!
=====
في قوله تعالى :
{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
[الملك : 2]
ابتلانا الله بحسن العمل، لا بالعمل فقط، ألم يكن أصحاب رسول الله صل الله
عليه وسلم يسألونه : أي العمل أفضل؟ ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على
التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته.
=====
يقول أحد الدعاة :
رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات، فقررت أن لا أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه، وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ
وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}
ثم ذهبت، فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف ..
فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا !
=====
ما أحسن وقع القرآن ، وبل نداه على القلوب
التي ما تحجرت ، ولا غلب عليها الأشر والبطر،
والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد!
هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له ، والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ،
ويحميها من التعفن والفساد ويحملها على
كل خير وفضيلة.
(الشيخ صالح البليهي)
=====
إياك – يا أخي –ثم إياك ،
أن يزهدك في كتاب الله كثرة الزاهدين فيه،
ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه ،
واعلم أن العاقل ، الكيس ،الحكيم ،لا يكترث
بانتقاد المجانين.
(الأمين الشنقيطي)
=====
يدل قوله تعالى : (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) آل عمران : 120
على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين
الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات
العصر ..
[عبدالله المخلف]
=====
أوضاع أهلنا في فلسطين أمر يستوجب منا الفزع لربنا والتضرع إليه أن يفرج
كربتهم، وأن ينتقم من عدوهم، فإن عدوهم مهما بلغت قوته فليس بشيء أمام قوة
الجبار جل جلاله، ألسنا نقرأ قوله تعالى في سورة البروج: {إن بطش ربك لشديد} إلى قوله: {والله من ورائهم محيط}؟
وإذا لم تسكب هذه الآيات – وأمثالها – القوة في قلوبنا لنترجمها إلى دعاء
صادق، فأي شيء إذا؟ ألا فلننطرح بين يدي ربنا، ونستنصر لإخواننا في صلواتنا
ودعواتنا.
=====
الصبر زاد لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين
بالصلاة
الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه:
{واستعينوا بالصبر والصلاة ،
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
(د.محمد الخضيري)
=====
إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]
=====
قال تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ [فاطر : 32]
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى
مرتبة منه - لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله
..
[القرطبي]
=====
تأمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه
مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال:
{مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن،
والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار
السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك
الله القوي العظيم [ابن عثيمين]
=====
ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود
المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو
الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة
[النووي]
=====
قال حازم بن دينار :
رأيت رجلا قام يصلي من الليل ..
فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله :
(خافضة رافعة)
حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته فقلت :
بأبي أنت وأمي !
ما
(خافضة رافعة)
أي لماذا استمررت طول الليل ترددها؟
فقال :
إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا ..
ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا ..
فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ..
=====
تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة ..
في دعاء عباد الرحمن ..
– أواخر سورة الفرقان –
(واجعلنا للمتقين إماما)
ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء !
فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟
ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه ..
جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين ..
(د.محمد العواجي)
=====
وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن ،
وأراد به متاجرة مولاه الكريم ،
فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويعرفه
بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة)
(الإمام الآجري)
=====
إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن
لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف ولا أنفع،
ولا ألذ ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز،
وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له وإجلالا،
إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله ..
(الحارث المحاسبي)
=====
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من
فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه
ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له
القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه
وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]
=====
إذا حبست عن طاعة ..
فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله ..
وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد ..
قال تعالى :
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)
(د.مساعد الطيار)
=====
تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى ..
(سرابيلهم من قطران) إبراهيم 50
وذلك – والله – أعلم - لأن له أربع خصائص :
حار على الجلد ..
وسريع الاشتعال في النار ..
ومنتن الريح ..
وأسود اللون ..
تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل !
ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة ،
كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة !
(الزمخشري)
=====
جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال :
(وله الحمد في السماوات والأرض) الروم18
وقال :
(وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة) القصص70
فتبين بهذا أن الألف واللام في (الحمد) مستغرقة لجميع أنواع المحامد ..
وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه ..
وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به ..
(الأمين الشنقيطي)
=====
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)
النور-35
تأمل
وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون
هم أذكى منك!
و أكثر اطلاعا منك!
وأقوى منك!
وأغنى منك.
فاثبت على هذا النور حتى تأتي
-بفضل الله-
يوم القيامة مع
(النبي والذين آمنوا معه نورهم
يسعى بين أيديهم
و بأيمانهم)
التحريم-8
=====
دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله ..
قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام بعد أن دعا بعدة أدعية (ربنا وتقبل دعاء) ..
=====
سورة البقرة 19/(كصيب):
أي مطر لأنه يصوب إلى الأرض أي ينزل وهو مثل ما جاء به الرسول من الهدى والعلم ..
سورةالبقرة36/(فأزلهما):
أي استجرهم الشيطان حتى وقعوا في الزلل ..
البقرة48/عدل:
أي بدل، والبدل هنا الفدية سميت بذلك لأنها تعادل وتساوي ما دفعت عوضا عنه ..
=====
علق ابن كثير على قوله تعالى :
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
فقال :
وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام،
إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر ..
=====
تأمل !
جبل عظيم، شاهق ..
لو نزل عليه القرآن لخشع ..
بل تشقق وتصدع ..
وقلبك هذا، الذي هو – في حجمه - كقطعة صغيرة من هذا الجبل ..
كم سمع القرآن وقرأه؟
ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟
والسر في ذلك كلمة واحدة :
إنه لم يتدبر ..
(أ.د.ناصر العمر)
=====
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه ..
فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح ..
فما خوفه به مولاه من عقابه خافه ..
وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه ..
فمن كانت هذه صفته – أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته..
وكان له القرآن شاهدا وشفيعا ..
وأنيسا وحرزا ونفع نفسه وأهله ..
وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة ..
(الإمام الآجري)
=====
وصية من إمام عاش مع القرآن :
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى ..
تدبره من أوله إلى آخره ..
واقرأه بتدبر وتعقل ..
ورغبة في العمل والفائدة ..
لا تقرأه بقلب غافل ..
اقرأه بقلب حاضر ..
واسأل أهل العلم عما أشكل عليك ..
مع إن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية ..
( ابن باز )
=====
من مفاتيح التدبر التأني في القراءة :
روى الترمذي وصححه أن أم سلمه نعتت قراءة النبي صل الله عليه وسلم
فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا وهذا كقول أنس - كما في البخاري :
كانت قراءة النبي صل الله عليه وسلم مدا ..
وقال ابن أبي مليكة :
سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفا حرفا، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا ..
=====
قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه ..
فكيف بمن يقرأ كتاب الله - تعالى - الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل والخير والشر؟
فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى ..
(ابن تيمية)
=====
تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف ..
وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ..
وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته ..
(ابن سعدي)
=====
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه ..
وجمع الفكر على تدبره وتعقّله ..
وهو المقصود بإنزاله ..
لا مجرد تلاوته بلا فهم، ولا تدبر ..
قال
" العاقل لا يرى لنفسه ثمنا دون الجنة ".
[ابن حزم]
والأرض المقدسة أولى ما أنفق فيها مؤمن.
=====
ذم الله قوما تسخطوا القدر، واعترضوا على قضاء الله في حق المجاهدين، وخذلوا بكلامهم فقالوا :
{ لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } [آل عمران:156]
وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة!!
=====
ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور الألم الجسدي والنفسي؛ لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن الألم متبادل :
{ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ } [النساء4]
فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم، فهو ما يميزهم عن غيرهم.
[د. عويض العطوي]
=====
قوله تعالى : { وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا } [الفرقان:55]
هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائما مع الله على نفسه
وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه،
والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور.
[ابن القيم]
=====
قد يتعجب بعضهم ويتساءل: لماذا لا ينتقم الله لأوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في هذه الدنيا؟
والجواب: أن الله تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لأوليائه، فقد يدركون انتقام الله لهم، وقد لا يدركه
إلا من يأتي بعدهم، والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ، ولو فنيت الأبدان، ومن تدبر قصة تحريق أصحاب الأخدود - الموحدين - تبين
له الجواب جليا.
=====
لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ { الْغَافِلَات }؟ [النور:23]
إنه وصف عظيم لطيف محمود يُجَسّد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب
فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن ملوثات الطباع
السافلة.
وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة
لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار
وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار؟!ألا ساء ما يزرون!!
[د. صالح ابن حميد]
=====
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:9]
ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو لإخواننا في غزة؛ فإننا إن حققنا {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} فإننا لنرجو أن يقال لنا : {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}
فأين الأنفس المنكسرة، والقلوب المستغيثة، والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد؟!
=====
من عمق علم السلف بكتاب الله، تنصيصهم على أن حضور أعياد الكفار من جملة
الزور الذي مدح الله عباد الرحمن بعدم شهوده، كما قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } [الفرقان:72] لأن الزور هو كل باطل من قول أو فعل.
فهل يدرك الذين يشهدون أعياد الكفار - من أبناء المسلمين - أن ذلك إثم ونقص في عبوديتهم؟
=====
قال تعالى :
{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا } [الإنسان:19]
تأمل .. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لاشك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى! جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.
[د. عمر المقبل]
=====
"هل قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [التغابن:16] تخفيف أم تكليف؟
يحتمل الأمرين، فإن قلنا المعنى : لا تقصروا عما تستطيعون، فهذا تكليف، وإن
قلنا المعنى: لا يلزمكم فوق ما تستطيعون، فهو تخفيف، وأكثر الناس يستدلون
بهذه الآية في التخفيف دون التكليف"
[ابن عثيمين]
=====
استعمل لفظ "الأمَّة" في القرآن أربعة استعمالات:
[1] الجماعة من الناس، وهو الاستعمال الغالب، كقوله:
{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ }
[2] في البرهة من الزمن، كقوله:
{ وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ }
[3] في الرجل المقتدى به، كقوله:
{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً }
[4] في الشريعة والطريقة، كقوله:
{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ }
[الشنقيطي]
=====
كان الحسن البصري يعظ فيقول: المبادرة، المبادرة! فإنما هي الأنفاس، لو
حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله تعالى! رحم الله امرأ
نظر إلى نفسه، وبكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ هذه الآية:
{ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا } [مريم4]
يعني الأنفاس، آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد د*****ك في قبرك".
=====
كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى :
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3] -
إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي:
"ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء".
[صيد الخاطر]
=====
قال تعالى - في قصة موسى مع السحرة - :
{ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } [طه:65]
والحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا فرغوا من
بهرجهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له، وانتظار منهم لمجيئه، فيكون
أوقع في النفوس، وكذا كان".
[ابن كثير]
=====
وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك - فتدبره حتى يتبين لك؛ لقوله تعالى :
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا }
[النساء2]
فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون :
{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران:7]
واعلم أن القصور في علمك، أو في فهمك.
[ابن عثيمين]
=====
كثير من الناس حينما يستعيذ بالله من الشيطان، يستعيذ وفي نفسه نوع رهبة من
الشيطان، وهذه الحال لا تليق أبدا بصاحب القرآن، الذي يستشعر أنه يستعيذ -
أي يلوذ ويعتصم ويلتجئ - برب العالمين، وأن هذا الشيطان في قبضة الله، كيف
لا وهو يقرأ قوله ربه - الذي خلق هذا العدو -
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } [النساء:76]؟
[د. عمر المقبل]
=====
"في قوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء:48]
نعمة عظيمة من وجهين :
أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا.
والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع".
[ابن الجوزي]
=====
{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ
بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا
وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء:32]
"فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق
الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو
إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟"
[بكر بن عبدالله أبو زيد]
=====
تدبر قوله تعالى :
{ولا تتبعوا خطوات الشيطان} [البقرة:168]
فتسمية استدراج الشيطان "خطوات" فيه إشارتان:
[1] الخطوة مسافة يسيرة، وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة، أو المعصية، حتى تألفها النفس.
[2] قوله : (خطوات) دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية.
[فهد العيبان]
=====
تأمل دقة يوسف لما قال:
{معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79]
فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقاً في عبارته، فلم
يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في
كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا
[أ.د. ناصر العمر]
=====
قال وهب بن منبه في قوله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف:204]
" من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم ".
=====
قوله تعالى: { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه } [يونس]
تأمل التعبير بقوله (مر)، وما يوحي به من سرعة نسيان العبد لفضل الله عليه!
[د. محمد الخضيري]
=====
{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت} [لقمان:34]
كان البخاري ينشد :
"اغتنم في الفراغ فضل ركوع * فعسى أن يكون موتك بغتة
كم صحيح رأيت من غير سقم * ذهبت نفسه الصحيحة فلتة"
وهكذا كان البخاري رحمه الله؛ فقد كان من أهل الركوع، وكان موته ليلة عيد الفطر بغتة.!
[انظر مقدمة الفتح]
=====
الكريم يتغافل عن تقصير أهله وصحبه، ولا يستقصي حقوقه، قال الحسن البصري
رحمه الله: "ما استقصى كريم قط! قال الله تعالى عن نبينا صل الله عليه وسلم
- لما أخطأت بعض أزواجه - : { عرف بعضه وأعرض عن بعض } [التحريم:3]!"
=====
{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها } [النازعات:46]
تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم
عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة
الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى!
[سيد قطب]
=====
{ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } [البقرة:148]
إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم وعباداتهم، ما بين صلوات وتعليم ودعوة
وإغاثة، وكل ميسر لما خلق له؛ لكن المهم أن يكون المرء سابقا في المجال
الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب، وهنا يربينا القرآن لنكون الأوائل
دائما.
[د.محمد السيد]
=====
أتحب أن يعفو الله عنك، ويغفر لك؟ إنه عمل سهل؛ لكنه عند الله عظيم! وهذا
يتحقق لك بأن تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك، أو أساء إليك، أو ظلمك،
فإن استثقلت نفسك هذا، فذكرها قول ربها:
( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [النور:22]
[د.محمد العواجي]
=====
{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } [الحشر]
فهذا حال جبال الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها،
فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال! تسمع فلا تلين! ومن لم يلن لله
في هذه الدار قلبه فليستمتع قليلا، فإن أمامه الملين الأعظم - النار عياذا
بالله منها-!
[ابن القيم]
=====
{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } [الذاريات:50]
كل شيء تخاف منه فإنك تفر عنه، إلا الله؛ فإنك تخاف منه فتفر إليه! [السعدي]
أفر إليك منك وأين إلا * إليك يفر منك المستجير
=====
يا صاحب القرآن :
إذا أخذت في تلاوة أو استماع حزب المفصل (ق-الناس) فتنبه فإنه مسك ختامه، وأفضل أحزابه،
قال ابن مسعود فيه: "هو لباب القرآن" وسماه ابن عباس "المحكم" لندرة
متشابهه، ولا يزهدنك فيه قصر سوره، فالمعوذتان أحب إلى الله من سورتي هود
ويوسف بالنص الثابت عن رسوله، وقد تواتر أن غالب قراءته صل الله عليه وسلم
في الفريضة كانت من المفصل.
فأحضر قلبك وتدبر تجد (عجبا يهدي إلى الرشد).
[د.عصام العويد]
=====
{ قال رب اغفر لي ولأخي } [الأعراف:151]
قال كعب: رب قائم مشكور له، ونائم مغفور له، وذلك لأن الرجلين يتحابان في
الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد من دعائه شيئا،
فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال : رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له
وهو نائم.
[حلية الأولياء]
=====
في قوله تعالى : { خافضة رافعة } [الواقعة:3]
تعظيم لشأن يوم القيامة، وترغيب وترهيب؛ ليخاف الناس في الدنيا من أسباب
الخفض في الآخرة، ويرغبوا في أسباب الرفع فيها، فيطيعوا الله؛ فيا مغترا
برفعته في الدنيا احذر الخفض الذي لا رفع بعده.
=====
( 79 ) تسعة وسبعون آية تتحدث عن "استماع" الوحي كيف يجب أن يكون؟ جاء فيها السماع على أنواع ثلاثة :
1- سماع صوت وهو للأذن.
2- وسماع فهم وهو للذهن.
3- وسماع استجابة وهو للقلب والجوارح.
فالأولان وسيلة والأخير هو المنجي فقط، ولم أرها مجموعة إلا في الأنفال [19-23] نحن في أيام سماع فلا تحرم "قلبك" سماع القرآن.
[د.عصام العويد]
=====
تأمل في استسقاء موسى لقومه، ودعاء إبراهيم لأهل مكة بالأمن والرزق، وعلاج
عيسى للأكمه والأبرص؛ ألا يدلك هذا أن على الدعاة وطلبة العلم أن يحرصوا
على إصلاح دنيا الناس مع حرصهم على دينهم؟ ففيها معاشهم وقوام عبادتهم،
وهذا داع إلى خلطتهم أيضا.
[د.محمد السيد]
=====
يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله
إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه، وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع :
إلقاء في البئر، وبيعه مملوكاً، وتعريضه للفتن وسجنه، واتهامه بالسرقة..
بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع :
{ لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم }
يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى ؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟
[أ.د.ناصر العمر]
=====
قال تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين } [الأحقاف:29]
وقال : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا } [الجن:1]
حين تقرأ كلام أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب! أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا؟
مع أنهم يقينا لم يسمعوا إلا شيئا يسيرا من القرآن !
إنك - لو تأملت - لانكشف لك سر هذا: إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما
سمعوه، وشعورهم أنهم معنيون بتلك الآيات، فهل قال أحد منا : إنا سمعنا
قرآنا عجبا؟
[د.عمر المقبل]
=====
إذا رأينا للشيطان علينا غلبة وسلطانا، فلنتحقق من عبوديتنا لله تعالى، فإن الله يقول :
{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } [الإسراء:65]
[أنس العمر]
=====
{ والآخرة خير وأبقى } [الأعلى:17]
لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى،
على ذهب يفنى، فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟!
[مالك بن دينار]
=====
{ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } [الشعراء8-89]
لا يكون القلب سليما إذا كان حقودا حسودا، معجبا متكبرا، وقد شرط النبي صل
الله عليه وسلم في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والله الموفق
برحمته. [ابن العربي]
فالآن : ليعلنها المسلم طهارة لقلبه من كل غل يخدش سلامة قلبه على أخيه.
=====
{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } [التحريم:6]
جاءت كلمة (نارا) منكرة دلالة على عظمها وفظاعتها، كونها نارا كاف للخوف منها؛ لكنها مع ذلك وصفت بوصفين عظيمين :
{ وقودها الناس والحجارة }،
{ عليها ملائكة غلاظ شداد }،
ألا ما أشد هذا الوصف وما أفظعه! حتى قيل أنه أعظم وصف للنار فيما يتعلق بالمؤمنين.
[د.عويض العطوي]
=====
{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [الزخرف:67]
قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :
{ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }[الشعراء0-101]
=====
قال ابن تيمية رحمه الله : تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى، ثم رأيته في الفاتحة :
{ إياك نعبد وإياك نستعين } [5]
ويشهد لقول ابن تيمية : الدعاء الذي أوصى نبينا معاذا أن يقوله دبر كل صلاة
: ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )، فليتدبر المؤمن هذه الآية
العظيمة وذلك الدعاء.
=====
خمس خطوات عملية لتدبر القرآن:
1- افتح صفحات القلب مع فتحك أوراق المصحف، هذا ركن التدبر الأكبر.
2- ليكن بين يديك كتاب مختصر في التفسير كالمصباح المنير.
3- كثير من السور لها فضائل وخصائص ومقاصد، فمثلا : قبل قراءة سورة الأنعام قف طويلا في معنى الآثار الواردة في فضلها.
4- اقرأ على مكث، رتل ولا تعجل.
5- بعد القراءة انظر إلى الأثر، فإن وجدت أثرا في قلبك وإلا فعد رتلها ثانية وثالثة.
[ عصام العويد ]
=====
كثيرا ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة، خاصة مع
تكررها في مثل التراويح، طلبا لتدبر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبر قنوت!!
مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر؛ لأنها أعظم سورة، والله تعالى يقول :
{ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } [ الحجر : 87 ]
والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم.
[ باسل الرشود ]
=====
رمضان بإطلالته المباركة فرصة ومنحة، لأن يطهر المسلم نفسه بالنهار ليعدها لتلقي هدايات القرآن في قيام الليل :
{ إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا } [ المزمل : 6 ]
وناشئة الليل : ساعاته، فهي أجمع للقلب على التلاوة، فكأن الصيام في النهار تخلية، والقيام بالقرآن في الليل تحلية.
[ د. سعود الشريم ]
=====
وصف سبحانه رمضان فقال : { أياما معدودات } [ البقرة : 184 ]
كناية عن قلة أيامه ويسرها، فالمغبون من فرط في تلك الأيام دون جد أو تحصيل، وسيدرك غبنه حين يقول: { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } [ الزمر : 56 ] و { ذلك يوم التغابن } [ التغابن : 9 ]
[ أ.د. ناصر العمر ]
=====
{ وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت }[ الحج : 5 ]
تذكرت هذه الآية، وأنا أنظر إلى المسلمين، كيف تغير دولاب حياتهم من حين
دخل رمضان، لقد انصهروا من جديد! فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام الإسلام
إذا صدقت النوايا، وخلي بين الناس وبين الخير!
=====
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } [ البقرة : 185 ]
من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سائر الشهور، بأن اختاره
لإنزال القرآن العظيم فيه، واختصه بذلك، ثم مدح هذا القرآن الذي أنزله الله
فقال: (هدى) لقلوب من آمن به،
(وبينات) لمن تدبرها على صحة ما جاء به، ومفرقا بين الحق والباطل والحلال والحرام.
[ ابن كثير ]
=====
من أعظم موانع الخشوع : كثرة اللغو، والحديث الذي لا منفعة فيه؛ ولذلك ذكر
من صفات المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم، فقال :
{ قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون }
[المؤمنون:1-3]
[د.محمد الخضيري]
=====
قوله تعالى : { وكان أبوهما صالحا } [ الكهف : 82 ]
فيه فوائد، منها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته وما يتعلق
به، ومنها: أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم؛ لأنه علل أفعاله
بالجدار بقوله :
{ وكان أبوهما صالحا }
[ السعدي ]
=====
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز، ختم الآية بقوله :
{إن الله كان عليا كبيرا} [النساء : 34]
فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيبا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها.
=====
إن مجرد طول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا أحسن عمله؛ لأن طول العمر أحياناً يكون شراً للإنسان وضرراً عليه، كما قال تعالى:
{ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [آل عمران:178]
فهؤلاء الكفار يملي الله لهم – أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر
والبنين والزوجات - لا لخير لهم، ولكنه لشر لهم؛ لأنهم سوف يزدادون بذلك
إثماً.
[ابن عثيمين]
=====
{ إن شانئك هو الأبتر } [الكوثر:3]
من شنآن النبي شنآن دينه، وعلق ابن تيمية على هذه الآية فقال : الحذر الحذر
أيها الرجل، من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو
ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات،
أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله.
=====
قال تعالى :
{الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى} [الأعلى : 12- 13]
كلما أصاب مسلم لفح الحر تذكّر النار التي لا أكبر منها، فإن شدة الحر من
فيح جهنم، وكذلك فإنه لا يفر من حر بلاده إلى مصايف يعصي الله تعالى فيها
ويفتن أهله وولده، فيكون كالمستجير من رمضاء الدنيا بنار الآخرة، بل كلما
ذكّرته نفسه الحر ذكّرها بقوله تعالى :
{قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون} [التوبة : 81]
=====
من أجمل صفات المؤمنين : استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم؛ فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله : {فأردت أن أعيبها} [الكهف:79]،
وأما الخير فأضافه إلى الله بقوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} [الكهف2]،
وقال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء0]، فنسب المرض إليه والشفاء إلى الله،
وقالت الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} [الجن]
مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
[السعدي]
=====
لو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره، لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من
عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك :
{أحصاه الله ونسوه} [المجادلة:6]
[أبو حامد الغزالي]
=====
{فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} [هود1]
والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدّوا في السير، فإن الملتفت للوراء لا
يخلو من أدنى وقفة، أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق
قلوبهم لهم. [الألوسي]
وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛ لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، و بما أورثت وهناً.
=====
يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا
للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم
بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام؟ بقي ثمانين سنة في البلاء،
ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله، وقال :
{ عسى الله أن يأتيني بهم جميعا } [يوسف3]
فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء،
متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء.
[ابن الجوزي]
=====
إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً، و لا نافعاً، ولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى :
{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} [الكهف:28]
أي انفرط عليه وصار مشتتاً، لا بركة فيه، وليعلم أن البعض قد يذكر الله؛ لكن يذكره بقلب غافل ، لذا قد لا ينتفع
[ابن عثيمين]
=====
{لولا أن مَنّ اللهُ علينا لخسف بنا}[القصص2]
وهم بالأمس يتضرعون :
{يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}
[القصص:79]
قف متأملا متدبراً:
كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها؟ بل قد يسيء البعض بربه الظن،
فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط! وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته
لنفسه، كما صرف الشر عن أصحاب قارون، ولكن {ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص0]
[أ.د. ناصر العمر]
=====
قال مطرف بن عبد الله في قوله تعالى :
{وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} [الكهف0] :
"إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم وُلِد، وحزنا عليه يوم قُتِل، ولو عاش
لكان فيه هلاكهما، فليرضَ رجلٌ بما قسم الله له، فإن قضاء الله للمؤمن خير
من قضائه لنفسه، وقضاء الله لك فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب"
[الدر المنثور]
=====
{أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} [الكهف: 71]
هنا ملمح لطيف : فموسى عليه السلام قال: لتغرق أهلها، ولم يذكر نفسه ولا
صاحبه، رغم أنهما كانا على ظهر السفينة؛ لأن هذه أخلاق الأنبياء: يهتمون
بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.
[د.عويض العطوي]
=====
{ إن الله وملائكته يصلون على النبي }
وعبر بالنبي دون اسمه صل الله عليه و سلم، على خلاف الغالب في حكايته تعالى
عن أنبيائه عليهم السلام؛ إشعاراً بما اختص به صل الله عليه وسلم
من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـ( ال) إشارة إلى أنه المعروف الحقيق بهذا الوصف.
[الألوسي]
=====
إن يونس لما كانت ذخيرته خيرا نجا بها:
{ فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات:143-144]
وفرعون لما لم تكن ذخيرته خيرا، لم يجد عند الشدة مخلصا بل قيل له: { آلآن وقد عصيت قبل } [يونس:91]
فاجعل لك ذخائر خير من تقوى، تجد تأثيرها ..
[ابن الجوزي]
=====
من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا، والظلمات جمعا، ويذكران عادة في مقابل بعضهما :
{وجعل الظلمات والنور} [الأنعام:1]، {يخرجهم من الظلمات إلى النور} [المائدة:16]
وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق، وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل.
[د.عويض العطوي]
=====
لا تظن أن قوله تعالى : {إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم} يختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة: الدنيا، والبرزخ، والآخرة، وأولئك في جحيم في دورهم الثلاثة !
وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟
[ابن القيم]
=====
هل يسرك أن يعلم الناس ما في صدرك - مما تحرص على كتمانه ولا تحب نسبته إليك - ؟!
قطعاً لا تحب، بل ستتبرأ منه لو ظهر؟
إذن قف مع هذه الآية متدبرا، وتأمل ذلك المشهد العظيم:
(يوم تبلى السرائر) ، (وحصل ما في الصدور)
أتريد النجاة من هذا كله؟ كن كإبراهيم عليه السلام: (إذ جاء ربه بقلب سليم) وهنا، لن تر ما يسوؤك.
[أ.د.ناصر العمر]
=====
"العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي، كما قال تعالى:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10]
أما العقل الذي لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي، فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه، وليس هو العقل بمعنى الكلمة"
[الشنقيطي]
=====
قال موسى للخضر لما خرق السفينة:
{لقد جئت شيئا إمرا}[الكهف:71]
وقال له لما قتل الغلام:
{لقد جئت شيئا نكرا}[الكهف:74]
فما الفرق بينهما؟
الإمر أهون من النكر، وقد لا يكون منكرا كالنكر، وإنما يتعجب منه ومن الغرض
منه، والنكر هنا أشد؛ لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام، بخلاف خرق
السفينة فإنها لم تغرق بذلك.
=====
في قوله تعالى: {إن الإنسان لربه لكنود} [العاديات:6]
قال قتادة والحسن: الكفور للنعمة .[الدر المنثور]
وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان
كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك
الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟
=====
الجنود التي يخذل بها الباطل، وينصر بها الحق، ليست مقصورة على نوع معين من
السلاح، بل هي أعم من أن تكون مادية أو معنوية، وإذا كانت مادية فإن خطرها
لا يتمثل في ضخامتها، فقد تفتك جرثومة لا تراها العين بجيش عظيم:
{وما يعلم جنود ربك إلا هو} [المدثر:31]
[محمد الغزالي]
=====
{عفا الله عنك لم أذنت لهم} [التوبة:43]
هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟
بدأ بالعفو قبل المعاتبة.
[مورق العجلي]
=====
{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} [هود7]
تأمل في الجملة الأخيرة (وأهلها مصلحون) ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير، فكن صالحا مصلحا، وراشدا مرشدا.
=====
{ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:46]
قال غير واحد من السلف : هو الرجل يهم بالمعصية، فيذكر الله فيدعها من خوفه.
[الدر المنثور]
=====
تأمل قول يوسف عليه السلام:
{وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن}
[يوسف0]
فلم يذكر خروجه من الجب، مع أن النعمة فيه أعظم، لوجهين:
أحدهما: لئلا يستحيي إخوته، والكريم يغضي عن اللوم، ولاسيما في وقت الصفاء.
والثاني: لأن السجن كان باختياره، فكان الخروج منه أعظم، بخلاف الجب.
[الزركشي]
=====
في قوله تعالى: {ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف:49]
قال قتادة رحمه الله: اشتكى القوم كما تسمعون الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلما،
فإن الله لا يظلم أحدا، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على
صاحبها حتى تهلكه.
[الدر المنثور]
=====
قوله تعالى: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف7]
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات والمتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب
عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبدا هو حسن ظنه بربه تعالى. [صالح
المغامسي]
=====
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق:4]
إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة،
وأن الله يعطيك من الخير وإن- كنت لا تحتسبه- فهذه لا شك بشرى،
وإذا رأيت عكس ذلك، فصحح مسارك فإن فيك بلاء،
وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية.
[ابن عثيمين]
=====
من فوائد قصة موسى مع الخضر: أن من ليس له صبر على صحبة العالم والعلم،
فإنه يفوته بحسب عدم صبره كثير من العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به
كل أمر سعى فيه
[ابن سعدي]
=====
{فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ }
[الذاريات : 35-36]
دون أن يقول : فأخرجنا لوطا وأهل بيته، قصدا للتنويه بشأن الإيمان
والإسلام، أي أن الله نجاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم، لا
لأجل أنهم أهل لوط.
[ابن عاشور]
=====
{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}
[الرعد : 17]
قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله، احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها
وشكها، فأما الشك فما ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله.
[الدر المنثور]
=====
إذا تأملت قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء : 101]
وأضفت له قوله تعالى :
{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ
الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ
أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد : 10]
تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد
عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى.
[ابن حزم]
=====
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ
عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
[الكهف : 28]
هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة!
بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة
مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت
صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا!
[د. عمر المقبل]
=====
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين، فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟
تأمل {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} [المؤمنون : 113]
فيا طول حسرة المفرطين!
=====
في قوله تعالى :
{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
[الملك : 2]
ابتلانا الله بحسن العمل، لا بالعمل فقط، ألم يكن أصحاب رسول الله صل الله
عليه وسلم يسألونه : أي العمل أفضل؟ ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على
التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته.
=====
يقول أحد الدعاة :
رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات، فقررت أن لا أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه، وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ
وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}
ثم ذهبت، فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف ..
فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا !
=====
ما أحسن وقع القرآن ، وبل نداه على القلوب
التي ما تحجرت ، ولا غلب عليها الأشر والبطر،
والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد!
هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له ، والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ،
ويحميها من التعفن والفساد ويحملها على
كل خير وفضيلة.
(الشيخ صالح البليهي)
=====
إياك – يا أخي –ثم إياك ،
أن يزهدك في كتاب الله كثرة الزاهدين فيه،
ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه ،
واعلم أن العاقل ، الكيس ،الحكيم ،لا يكترث
بانتقاد المجانين.
(الأمين الشنقيطي)
=====
يدل قوله تعالى : (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) آل عمران : 120
على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين
الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات
العصر ..
[عبدالله المخلف]
=====
أوضاع أهلنا في فلسطين أمر يستوجب منا الفزع لربنا والتضرع إليه أن يفرج
كربتهم، وأن ينتقم من عدوهم، فإن عدوهم مهما بلغت قوته فليس بشيء أمام قوة
الجبار جل جلاله، ألسنا نقرأ قوله تعالى في سورة البروج: {إن بطش ربك لشديد} إلى قوله: {والله من ورائهم محيط}؟
وإذا لم تسكب هذه الآيات – وأمثالها – القوة في قلوبنا لنترجمها إلى دعاء
صادق، فأي شيء إذا؟ ألا فلننطرح بين يدي ربنا، ونستنصر لإخواننا في صلواتنا
ودعواتنا.
=====
الصبر زاد لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين
بالصلاة
الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه:
{واستعينوا بالصبر والصلاة ،
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
(د.محمد الخضيري)
=====
إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]
=====
قال تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ
وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ [فاطر : 32]
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى
مرتبة منه - لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله
..
[القرطبي]
=====
تأمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه
مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال:
{مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن،
والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار
السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك
الله القوي العظيم [ابن عثيمين]
=====
ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود
المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو
الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة
[النووي]
=====
قال حازم بن دينار :
رأيت رجلا قام يصلي من الليل ..
فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله :
(خافضة رافعة)
حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته فقلت :
بأبي أنت وأمي !
ما
(خافضة رافعة)
أي لماذا استمررت طول الليل ترددها؟
فقال :
إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا ..
ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا ..
فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ..
=====
تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة ..
في دعاء عباد الرحمن ..
– أواخر سورة الفرقان –
(واجعلنا للمتقين إماما)
ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء !
فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟
ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه ..
جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين ..
(د.محمد العواجي)
=====
وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن ،
وأراد به متاجرة مولاه الكريم ،
فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويعرفه
بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة)
(الإمام الآجري)
=====
إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن
لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف ولا أنفع،
ولا ألذ ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز،
وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له وإجلالا،
إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله ..
(الحارث المحاسبي)
=====
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من
فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه
ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له
القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه
وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]
=====
إذا حبست عن طاعة ..
فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله ..
وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد ..
قال تعالى :
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)
(د.مساعد الطيار)
=====
تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى ..
(سرابيلهم من قطران) إبراهيم 50
وذلك – والله – أعلم - لأن له أربع خصائص :
حار على الجلد ..
وسريع الاشتعال في النار ..
ومنتن الريح ..
وأسود اللون ..
تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل !
ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة ،
كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة !
(الزمخشري)
=====
جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال :
(وله الحمد في السماوات والأرض) الروم18
وقال :
(وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة) القصص70
فتبين بهذا أن الألف واللام في (الحمد) مستغرقة لجميع أنواع المحامد ..
وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه ..
وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به ..
(الأمين الشنقيطي)
=====
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)
النور-35
تأمل
وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون
هم أذكى منك!
و أكثر اطلاعا منك!
وأقوى منك!
وأغنى منك.
فاثبت على هذا النور حتى تأتي
-بفضل الله-
يوم القيامة مع
(النبي والذين آمنوا معه نورهم
يسعى بين أيديهم
و بأيمانهم)
التحريم-8
=====
دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله ..
قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام بعد أن دعا بعدة أدعية (ربنا وتقبل دعاء) ..
=====
سورة البقرة 19/(كصيب):
أي مطر لأنه يصوب إلى الأرض أي ينزل وهو مثل ما جاء به الرسول من الهدى والعلم ..
سورةالبقرة36/(فأزلهما):
أي استجرهم الشيطان حتى وقعوا في الزلل ..
البقرة48/عدل:
أي بدل، والبدل هنا الفدية سميت بذلك لأنها تعادل وتساوي ما دفعت عوضا عنه ..
=====
علق ابن كثير على قوله تعالى :
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
فقال :
وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام،
إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر ..
=====
تأمل !
جبل عظيم، شاهق ..
لو نزل عليه القرآن لخشع ..
بل تشقق وتصدع ..
وقلبك هذا، الذي هو – في حجمه - كقطعة صغيرة من هذا الجبل ..
كم سمع القرآن وقرأه؟
ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟
والسر في ذلك كلمة واحدة :
إنه لم يتدبر ..
(أ.د.ناصر العمر)
=====
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه ..
فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح ..
فما خوفه به مولاه من عقابه خافه ..
وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه ..
فمن كانت هذه صفته – أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته..
وكان له القرآن شاهدا وشفيعا ..
وأنيسا وحرزا ونفع نفسه وأهله ..
وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة ..
(الإمام الآجري)
=====
وصية من إمام عاش مع القرآن :
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى ..
تدبره من أوله إلى آخره ..
واقرأه بتدبر وتعقل ..
ورغبة في العمل والفائدة ..
لا تقرأه بقلب غافل ..
اقرأه بقلب حاضر ..
واسأل أهل العلم عما أشكل عليك ..
مع إن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية ..
( ابن باز )
=====
من مفاتيح التدبر التأني في القراءة :
روى الترمذي وصححه أن أم سلمه نعتت قراءة النبي صل الله عليه وسلم
فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا وهذا كقول أنس - كما في البخاري :
كانت قراءة النبي صل الله عليه وسلم مدا ..
وقال ابن أبي مليكة :
سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفا حرفا، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا ..
=====
قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه ..
فكيف بمن يقرأ كتاب الله - تعالى - الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل والخير والشر؟
فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى ..
(ابن تيمية)
=====
تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف ..
وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ..
وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته ..
(ابن سعدي)
=====
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه ..
وجمع الفكر على تدبره وتعقّله ..
وهو المقصود بإنزاله ..
لا مجرد تلاوته بلا فهم، ولا تدبر ..
قال
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ }،
{ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي }،
{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ }
قوة التأثر و الالتزام بما عليه الآباء و الأجداد حقيقة غالبة وأمر لا ينكر،
فالهداية تتوارث فطرة، والضلال يورثه التعصب،
لذا لابد أن يعي الآباء ذلك،
فكيفما تحب أن يكون أبناؤك وأحفادك فكن :
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا }.
[أ.د. ناصر العمر]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }
الله أكبر .. كم في هذه الآية من معان سامية؟
كظم للغيظ، وحلم عن الجهال، ورأفة بمن آذوه،
والاشتغال عن الشماتة بهم والدعاء عليهم !
ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته،
والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام؟
[ يُنظر : تفسير القرطبي ]ج.تدبر81800
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }
الله أكبر .. كم في هذه الآية من معان سامية؟
كظم للغيظ، وحلم عن الجهال، ورأفة بمن آذوه،
والاشتغال عن الشماتة بهم والدعاء عليهم !
ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته،
والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام؟
[ يُنظر : تفسير القرطبي ]ج.تدبر81800
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
إذا رأيت جموع الوافدين من أقطار الدنيا إلى بيت الله الحرام،
وكم بذلوا من أموال!
وكم هي السنين التي انتظرها بعضهم ليصل إليه؟
والشوق يقطع قلبه،
أدركت شيئا من أسرار قوله تعالى:
{ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ }
وأدركت ـ أيضا ـ شيئا من معاني إضافة هذا البيت
إلى نفسه المقدسة في قوله:
{ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }.
وكم بذلوا من أموال!
وكم هي السنين التي انتظرها بعضهم ليصل إليه؟
والشوق يقطع قلبه،
أدركت شيئا من أسرار قوله تعالى:
{ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ }
وأدركت ـ أيضا ـ شيئا من معاني إضافة هذا البيت
إلى نفسه المقدسة في قوله:
{ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }.
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
يقين .. وليس تعطيلا للأسباب :
أعرف امرأة آلمتها حصوات في جسمها،
جعلت الطبيب يقرر إجراء عملية لإزالتها، فرفضت المرأة،
وبعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن الحصوات زالت،
فسألها الطبيب متعجبا؟
فقالت : قرأت عليها القرآن، الذي لو قرئ على جبل لصدعه،
ألا يصدع حصوات صغيرة في جسمي ؟!
[ د.عبدالكريم الخضير ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور،
وهذا من أحسن التشبيه،
فإن أبدانهم قبور لقلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم.
[ابن القيم]
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور،
وهذا من أحسن التشبيه،
فإن أبدانهم قبور لقلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم.
[ابن القيم]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ }
قال جمعٌ من السلف : بنعم الله !
هذا من أجمل ما يتذكره الإنسان حينما تتجدد له نعمة من النعم، أو يتقدم به
الزمن، أو يعيش مرحلة جديدة من عمره، بدلا من الانهماك في تهنئة عابرة، أو
جرد أحداث العالم، في غفلة عن النعم التي عاشها الإنسان نفسه، والنقم التي
دُفعت عنه، فكم ذنب ستره الله ! وكم بليّة دفعها الله !
قال جمعٌ من السلف : بنعم الله !
هذا من أجمل ما يتذكره الإنسان حينما تتجدد له نعمة من النعم، أو يتقدم به
الزمن، أو يعيش مرحلة جديدة من عمره، بدلا من الانهماك في تهنئة عابرة، أو
جرد أحداث العالم، في غفلة عن النعم التي عاشها الإنسان نفسه، والنقم التي
دُفعت عنه، فكم ذنب ستره الله ! وكم بليّة دفعها الله !
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ }
فمجالسة الفسّاق تبعث على مساوقة طباعهم ورديء أخلاقهم، وهو داء دفين قلّ
ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، إذ قلّ أن يُجالس الإنسان فاسقا
مدة ـ مع كونه مُنكِراً عليه في باطنه ـ إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل
مجالسته لوجد فرقا في النفور عن الفساد؛ لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة
هيّنا على الطبع، ويسقط وقعه واستعظامه.
[ أبو حامد الغزالي ]
فمجالسة الفسّاق تبعث على مساوقة طباعهم ورديء أخلاقهم، وهو داء دفين قلّ
ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، إذ قلّ أن يُجالس الإنسان فاسقا
مدة ـ مع كونه مُنكِراً عليه في باطنه ـ إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل
مجالسته لوجد فرقا في النفور عن الفساد؛ لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة
هيّنا على الطبع، ويسقط وقعه واستعظامه.
[ أبو حامد الغزالي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }
الذكر الجميل قائم مقام الحياة الشريفة، بل الذكر أفضل من الحياة؛ لأن أثر
الحياة لا يحصل إلا في مسكن ذلك الحي، أما أثر الذكر الجميل فإنه يحصل في
كل مكان وفي كل زمان.
[ ابن عادل الحنبلي ]
الذكر الجميل قائم مقام الحياة الشريفة، بل الذكر أفضل من الحياة؛ لأن أثر
الحياة لا يحصل إلا في مسكن ذلك الحي، أما أثر الذكر الجميل فإنه يحصل في
كل مكان وفي كل زمان.
[ ابن عادل الحنبلي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
حين يقصر بعض الناس قوله تعالى :
{ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ }
على معرفة جنس الجنين،
أو القدرة على تحديده - بإذن الله - فإن ذلك يحدث لهم إشكالات،
بينما هي تشمل:
الرزق، والأجل، والسعادة والشقاء،
وغير ذلك مما يتصل بحياة الجنين،
وحينها تزول تلك الإشكالات التي يثيرها بعضهم بسبب تقدم الطب
في علم الأجنة.
[أ.د. ناصر العمر]
{ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ }
على معرفة جنس الجنين،
أو القدرة على تحديده - بإذن الله - فإن ذلك يحدث لهم إشكالات،
بينما هي تشمل:
الرزق، والأجل، والسعادة والشقاء،
وغير ذلك مما يتصل بحياة الجنين،
وحينها تزول تلك الإشكالات التي يثيرها بعضهم بسبب تقدم الطب
في علم الأجنة.
[أ.د. ناصر العمر]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
لمّا أعلن فرعون إيمانه عند الغرق، قيل له :
{ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }
فتأمل كيف نصّ على ذكر الإفساد دون غيره من معاصيه، وما ذاك ـ والله أعلم ـ
إلا لشناعة نشر الفساد في الأرض، وعظيم تأثيره على أديان الناس ودنياهم
وأخلاقهم وحقوقهم، فويل للمفسدين !
[د. عمر المقبل]
{ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }
فتأمل كيف نصّ على ذكر الإفساد دون غيره من معاصيه، وما ذاك ـ والله أعلم ـ
إلا لشناعة نشر الفساد في الأرض، وعظيم تأثيره على أديان الناس ودنياهم
وأخلاقهم وحقوقهم، فويل للمفسدين !
[د. عمر المقبل]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا }
تدبر كيف جمع أطراف القرابة المباشرة في هذه الآية، لعظيم أثرهم على المرأة
صلاحا أو فسادا، مما يقتضي أهمية التحري عن البيت الصالح؛ لأثره المباشر :
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا }
[ أ.د.ناصر العمر ]
تدبر كيف جمع أطراف القرابة المباشرة في هذه الآية، لعظيم أثرهم على المرأة
صلاحا أو فسادا، مما يقتضي أهمية التحري عن البيت الصالح؛ لأثره المباشر :
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا }
[ أ.د.ناصر العمر ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }،
{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }،
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
بمثل هذا الأدب الإلهي أبعد الإسلام الغرور عن المسلم، فما تراه ـ إن كان
مسلما ـ يحتقر ذا فضل، ويزدري ذا نعمة، ومن تأمل كيف دخل النبي صل الله
عليه وسلم مكة بعدما جرى من قومه ما جرى معه، لم يشمخ بأنفه، ولم يتطاول
بانتصاره، بل دخلها متواضعا، معترفا بفضل الله ومنّته.
[ مصطفى السباعي ]
{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }،
{ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }
بمثل هذا الأدب الإلهي أبعد الإسلام الغرور عن المسلم، فما تراه ـ إن كان
مسلما ـ يحتقر ذا فضل، ويزدري ذا نعمة، ومن تأمل كيف دخل النبي صل الله
عليه وسلم مكة بعدما جرى من قومه ما جرى معه، لم يشمخ بأنفه، ولم يتطاول
بانتصاره، بل دخلها متواضعا، معترفا بفضل الله ومنّته.
[ مصطفى السباعي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
الماء خلق من خلق الله، أمره بإنجاء موسى :
{ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ }
وأمره بإغراق عدوه فرعون :
{ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ }
كل ذلك مع ما كان فيه موسى من أسباب الضعف، وما كان فيه فرعون من أسباب القوة، فسبحان من هذا تدبيره !
[ د. عويض العطوي ]
{ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ }
وأمره بإغراق عدوه فرعون :
{ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ }
كل ذلك مع ما كان فيه موسى من أسباب الضعف، وما كان فيه فرعون من أسباب القوة، فسبحان من هذا تدبيره !
[ د. عويض العطوي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }
كم احتفى القرآن بقصة آدم عليه السلام، وبتكريم الإنسان، وجعله منطلقا للحضارة الراقية !
ثم تنقلب الموازين لدى ما يسمى بالعالم المتحضر؛ ليضم الإنسان إلى جملة
الموارد التي يجمعون بها المال ويشبعون بها الشهوات، مثله مثل باقي الموارد
المادية والمالية التي تحتاجها المؤسسات، وهذا ما جعل الدنيا تعلو والآخرة
تخبو.
كم احتفى القرآن بقصة آدم عليه السلام، وبتكريم الإنسان، وجعله منطلقا للحضارة الراقية !
ثم تنقلب الموازين لدى ما يسمى بالعالم المتحضر؛ ليضم الإنسان إلى جملة
الموارد التي يجمعون بها المال ويشبعون بها الشهوات، مثله مثل باقي الموارد
المادية والمالية التي تحتاجها المؤسسات، وهذا ما جعل الدنيا تعلو والآخرة
تخبو.
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
زار
قسيس معرضا أقامته وزارة الشؤون الإسلامية في جنوب أفريقيا فشرحوا له
تعاليم القرآن باختصار، وأهدوا له نسخة من ترجمة معاني القرآن، فعاد لهم
بعد قراءته فقال :
" هذا ليس مجرد كتاب، إنه منهج حياة ! ".
[د. محمد السحيم]
تأمل كيف قال هذا في مدة قصيرة، فما أشبه قوله بقول مؤمني الجن !
وما أعظم البون بينه وبين زنادقة عرب يقرءون القرآن وليس الترجمة، ومع هذا يرون التمسك به تخلفا !
{ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
قسيس معرضا أقامته وزارة الشؤون الإسلامية في جنوب أفريقيا فشرحوا له
تعاليم القرآن باختصار، وأهدوا له نسخة من ترجمة معاني القرآن، فعاد لهم
بعد قراءته فقال :
" هذا ليس مجرد كتاب، إنه منهج حياة ! ".
[د. محمد السحيم]
تأمل كيف قال هذا في مدة قصيرة، فما أشبه قوله بقول مؤمني الجن !
وما أعظم البون بينه وبين زنادقة عرب يقرءون القرآن وليس الترجمة، ومع هذا يرون التمسك به تخلفا !
{ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
متى رأيت تكديرا في حال فاذكر نعمة ما شُكِرت، أو زلة فُعِلت، فإن الله يقول :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }
[ ابن الجوزي ]
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }
[ ابن الجوزي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
لن تحتاج إلى عناء لتتأمل شيئا من معاني وآثار اسم الله : ( الرحمن )
فقط تأمل قوله تعالى :
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
فإيجادك، ورزقك، وصحتك، وتسخير المخلوقات لك، وغير ذلك، كلها من آثار هذا
الاسم ( الرحمن ) جل جلاله، فرحم الله عبدا ترجم شكره إلى عمل.
فقط تأمل قوله تعالى :
{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }
فإيجادك، ورزقك، وصحتك، وتسخير المخلوقات لك، وغير ذلك، كلها من آثار هذا
الاسم ( الرحمن ) جل جلاله، فرحم الله عبدا ترجم شكره إلى عمل.
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
كان الحسن البصري إذا قرأ :
{ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا }
قال : هذا وصف نهارهم، وإذا قرأ :
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }
قال : هذا وصف ليلهم.
وها نحن ـ في هذه الليالي ـ نعيش 10 ساعات من بعد العشاء إلى الفجر ـ أفليس
من الغبن العظيم أن تمضي كلها دون وقوف ـ ولو قليلا ـ بين يدي رب العالمين
؟
{ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا }
قال : هذا وصف نهارهم، وإذا قرأ :
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }
قال : هذا وصف ليلهم.
وها نحن ـ في هذه الليالي ـ نعيش 10 ساعات من بعد العشاء إلى الفجر ـ أفليس
من الغبن العظيم أن تمضي كلها دون وقوف ـ ولو قليلا ـ بين يدي رب العالمين
؟
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ }
قد تأولت في البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه، وهي تعم البخل بكل
ما ينفع في الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك، كما تأولوا قوله :
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
النفقة من المال والنفقة من العلم، والنفقة من العلم هي صدقة الأنبياء وورثتهم من العلماء.
[ ابن تيمية ]
قد تأولت في البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه، وهي تعم البخل بكل
ما ينفع في الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك، كما تأولوا قوله :
{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
النفقة من المال والنفقة من العلم، والنفقة من العلم هي صدقة الأنبياء وورثتهم من العلماء.
[ ابن تيمية ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}
"وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها، تضييق لدائرة الحياة في
وجهها، وإنما هو احتفاظ بكرامتها، وتوفير لهنائها، إذ بصيانتها عن الاختلاط
تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة، وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها،
وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء"
[محمد الخضر حسين]
"وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها، تضييق لدائرة الحياة في
وجهها، وإنما هو احتفاظ بكرامتها، وتوفير لهنائها، إذ بصيانتها عن الاختلاط
تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة، وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها،
وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء"
[محمد الخضر حسين]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
تدبر هذه الآية :
{ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }
يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال، فتفقد إيمانك و عملك، فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينا تتأخر.
[ أ.د. ناصر العمر ]
{ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ }
يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال، فتفقد إيمانك و عملك، فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينا تتأخر.
[ أ.د. ناصر العمر ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ}
مئات القتلى في تشيلي، ومئات الآلاف يجلون من مساكنهم في اليابان، ورعب في عدة دول من تسونامي جديد .. لكن
{وَمَا يَتَذَكَّرُ}
أي : ما يتعظ بهذه الآيات
{إِلَّا مَن يُنِيبُ}
"والإنابة: الرجوع عن الكفر والمعاصي، إلى الإيمان والطاعة"
[الشنقيطي]
مئات القتلى في تشيلي، ومئات الآلاف يجلون من مساكنهم في اليابان، ورعب في عدة دول من تسونامي جديد .. لكن
{وَمَا يَتَذَكَّرُ}
أي : ما يتعظ بهذه الآيات
{إِلَّا مَن يُنِيبُ}
"والإنابة: الرجوع عن الكفر والمعاصي، إلى الإيمان والطاعة"
[الشنقيطي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
استدل بعضهم بقول نوح عليه السلام لقومه :
{ وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }
بأن ثمرة ذلك وجوب تعظيم المؤمن، وتحريم الاستخفاف به، وإن كان فقيرا عادما
للجاه، متعلقا بالحِرف الوضيعة؛ لأنه تعالى حكى كلام نوح وتجهيله للرؤساء
لمّا طلبوا طرد من اعتبروه من الأراذل.
[ القاسمي ]
{ وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }
بأن ثمرة ذلك وجوب تعظيم المؤمن، وتحريم الاستخفاف به، وإن كان فقيرا عادما
للجاه، متعلقا بالحِرف الوضيعة؛ لأنه تعالى حكى كلام نوح وتجهيله للرؤساء
لمّا طلبوا طرد من اعتبروه من الأراذل.
[ القاسمي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى? }
السعيد يرغّبه الله في الآخرة حتى يقول : لا شيء غيرها، فإذا هضم دنياه
وزهد فيها لآخرته، لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا، ولم ينقصه من سروره
فيها، والشقي يرغّبه الشيطان في الدنيا حتى يقول : لا شيء غيرها، فيجعل
الله له التنغيص في الدنيا التي آثر، مع الخزي الذي يلقى بعدها.
[ ابن المقفع ]
السعيد يرغّبه الله في الآخرة حتى يقول : لا شيء غيرها، فإذا هضم دنياه
وزهد فيها لآخرته، لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا، ولم ينقصه من سروره
فيها، والشقي يرغّبه الشيطان في الدنيا حتى يقول : لا شيء غيرها، فيجعل
الله له التنغيص في الدنيا التي آثر، مع الخزي الذي يلقى بعدها.
[ ابن المقفع ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ
عَدُوٌّ }
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب !
وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته
لأجلكم، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة ؟
[ ابن القيم ]
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ
عَدُوٌّ }
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب !
وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته
لأجلكم، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة ؟
[ ابن القيم ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
لماذا يشمخ الإنسان بأنفه وهو لولا إعزاز الله ذليل؟ ولولا ستره مفضوح؟ وإذا كان لدى البعض فضل ذكاء أو ثراء فمن أين جاءه؟
{إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}
ولو قطع الوهاب إمداده لانتقل العبقري إلى مستشفى المجانين ! ولمد القوارين - جمع قارون - أيديهم متسولين :
{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}؟
[محمد الغزالي]
{إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ}
ولو قطع الوهاب إمداده لانتقل العبقري إلى مستشفى المجانين ! ولمد القوارين - جمع قارون - أيديهم متسولين :
{أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}؟
[محمد الغزالي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
سبحان من أعطى ثم أثنى ..
أعطى الله نبيه صل الله عليه وسلم الخلق العظيم، ثم أثنى عليه فقال:
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
فهو الذي زينه بالخلق الكريم، ثم أضاف ذلك إليه ..
[أبو حامد الغزالي]
أعطى الله نبيه صل الله عليه وسلم الخلق العظيم، ثم أثنى عليه فقال:
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
فهو الذي زينه بالخلق الكريم، ثم أضاف ذلك إليه ..
[أبو حامد الغزالي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }
حين يقرأ بعض الناس هذه الآية يكاد ينصرف ذهنه إلى المجال العسكري أو السياسي !
إن الشورى أسلوب حياة، ينبغي أن يمارس في الأسرة، والعمل وفي كل المجالات.
[ أ.د. عبدالكريم بكار ]
حين يقرأ بعض الناس هذه الآية يكاد ينصرف ذهنه إلى المجال العسكري أو السياسي !
إن الشورى أسلوب حياة، ينبغي أن يمارس في الأسرة، والعمل وفي كل المجالات.
[ أ.د. عبدالكريم بكار ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }
تأمل حالك مع ما يمر بك من تلك الآيات الكونية، والتي تعددت هذه الأيام،
فبمقدار تأثرك واتعاظك يكون إيمانك، وإلا فاحذر أن يكون فيك شبه من أولئك
المعرضين.
[أ.د. ناصر العمر ]
تأمل حالك مع ما يمر بك من تلك الآيات الكونية، والتي تعددت هذه الأيام،
فبمقدار تأثرك واتعاظك يكون إيمانك، وإلا فاحذر أن يكون فيك شبه من أولئك
المعرضين.
[أ.د. ناصر العمر ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَإِذْ
قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ
اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }
ففي أمر الملائكة لها بالقنوت والركوع والسجود، إشارة إلى أنه كلما منّ
الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء، وازدادت عليه النعم أن يزداد على ذلك
شكرا بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات.
[ ابن عثيمين ]
قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ
اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ }
ففي أمر الملائكة لها بالقنوت والركوع والسجود، إشارة إلى أنه كلما منّ
الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء، وازدادت عليه النعم أن يزداد على ذلك
شكرا بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات.
[ ابن عثيمين ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
لما سافر موسى للخضر وجد في طريقه مس الجوع و النصب فقال لفتاه:
{ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }
ولما واعده ربه 30 ليلة وأتمها بعشر، فلم يأكل فيها لم يجد مس الجوعِ والنصب
فالأول سفر لمخلوق
والثاني سفر للخالق
وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه، لا يجد فيه من الشقاء والنصب ما يجده في سفره إلى بعض المخلوقين.
[ابن القيم]
{ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }
ولما واعده ربه 30 ليلة وأتمها بعشر، فلم يأكل فيها لم يجد مس الجوعِ والنصب
فالأول سفر لمخلوق
والثاني سفر للخالق
وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه، لا يجد فيه من الشقاء والنصب ما يجده في سفره إلى بعض المخلوقين.
[ابن القيم]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
من الاغترار أن تسيء فترى إحسانا، فتظن أنك قد سومحت، وتنسى :
{ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ }
[ابن الجوزي]
{ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ }
[ابن الجوزي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }
فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره.
[ ابن حزم ]
فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره.
[ ابن حزم ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى }
وقد أغناه الله غناءين : أعظمهما غنى القلب إذ ألقى في قلبه قلة الاهتمام بالدنيا، غنى المال حين ألهم خديجة مشاركته في تجارتها.
[ ابن عاشور ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
لقد
نجح سلفنا الصالح بهذا القرآن نجاحا مدهشا، مع قلة عددهم، وخشونة عيشهم،
وندرة المصاحف بأيديهم، وقلة الحفاظ إذا ما قورنوا بأعدادهم اليوم
والسر في ذلك:
أنهم توفروا على دراسة القرآن
واستخراج كنوز هداياته، أما غالب المسلمين اليوم فاكتفوا بألفاظ يرددونها،
وأنغام يلحنونها، وبمصاحف يحملونها، ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى
إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها.
[الزرقاني]
نجح سلفنا الصالح بهذا القرآن نجاحا مدهشا، مع قلة عددهم، وخشونة عيشهم،
وندرة المصاحف بأيديهم، وقلة الحفاظ إذا ما قورنوا بأعدادهم اليوم
والسر في ذلك:
أنهم توفروا على دراسة القرآن
واستخراج كنوز هداياته، أما غالب المسلمين اليوم فاكتفوا بألفاظ يرددونها،
وأنغام يلحنونها، وبمصاحف يحملونها، ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى
إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها.
[الزرقاني]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
كم من عالِم لا يرتفع بعلمه !
وذلك لضعف إيمانه، وقلة إخلاصه، وضعف عنايته بأمر قلبه، لا لقلة علمه، وذلك أن الله وعد بالرفعة من جمع الإيمان والعِلم فقال :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
وهذا سر ارتفاع قدر أفراد من العلماء من بين سائر أهل العلم.
[ د. محمد الخضير ]
وذلك لضعف إيمانه، وقلة إخلاصه، وضعف عنايته بأمر قلبه، لا لقلة علمه، وذلك أن الله وعد بالرفعة من جمع الإيمان والعِلم فقال :
{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
وهذا سر ارتفاع قدر أفراد من العلماء من بين سائر أهل العلم.
[ د. محمد الخضير ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
من تدبر القرآن علم أن الصالحين لا يخافون من شيء أعظم من خوفهم من أمرين:
- الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل:
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }.
- الخوف من زيغ القلب بعد هدايته:
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }.
[صالح المغامسي]
- الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل:
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }.
- الخوف من زيغ القلب بعد هدايته:
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }.
[صالح المغامسي]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
ليس من شرط الإصلاح إدراك النجاح
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
[د. محمد الحمد]
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
[د. محمد الحمد]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
من مظاهر التكبر العقلي، عدم الرضا بما يرضى به بسطاء الناس،
{ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } ،
{ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } ،
{ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ }
ثم تبدأ صورة أشد من هذه حين يجعل المتكبر انقياده للأمر دليلا على أنه صحيح، وعدم انقياده للأمر دليلا على أنه خاطئ !
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ
فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } !
[ ناصر المدلج ]
{ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } ،
{ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } ،
{ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ }
ثم تبدأ صورة أشد من هذه حين يجعل المتكبر انقياده للأمر دليلا على أنه صحيح، وعدم انقياده للأمر دليلا على أنه خاطئ !
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ
فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } !
[ ناصر المدلج ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
{ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ }
كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرةفإن العِلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات
خصوصا العالِم العامل المُعلِّم
فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله، تُرمَقُ أفعاله، وتُقتفى آثاره، ويُستضاء بنوره، ويُمشى بعلمه في ظُلمة ديجوره.
[ ابن سعدي ]
كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرةفإن العِلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات
خصوصا العالِم العامل المُعلِّم
فإنه يجعله الله إماما للناس بحسب حاله، تُرمَقُ أفعاله، وتُقتفى آثاره، ويُستضاء بنوره، ويُمشى بعلمه في ظُلمة ديجوره.
[ ابن سعدي ]
رد: رسـائـل تـدبــر ((متجدد))
قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام:
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا، وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
[ابن القيم]
{ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا، وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
[ابن القيم]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى